سخرت صحيفة العربي الجديد القطرية من مبادرة خليفة حفتر بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا والتي أفصح عنها خلال زيارة الرئيس الكونغولي لبنغازي، ممثلا عن الاتحاد الأفريقي بشأن مباحثات حلحلة الأزمة الليبية.

وذكّرت الصحيفة في تقرير لها، حفتر بهجومه على طرابلس في 4 أبريل 2019، بينما كان الليبيون يتحضرون لمؤتمر غدامس الجامع، الذي كانوا بموجبه سيطلقون أكبر مسار للمصالحة الوطنية، لكنها أدخل البلاد في حرب لم تُبق أخضر ولا يابسا لمدة عام ونصف.

ورأى التقرير أنه من عجيب المناسبات وأكثرها مفارقة، أن حفتر قدّم مبادرته للمصالحة، بالتزامن مع المبعوثة الأممية ستيفاني خوري، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حثت فيها حفتر والأطراف المسلحة الأخرى على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفيا.

وأبدى التقرير تعجبا بأن يحاول عسكري ملفه الجنائي متخم بالجريمة والقتل والاختطافات أن يتحدث عن مصالحة، لا بل وبناء وطن مستقر وآمن! ولو افترضنا قبول مبادرته، فأي منطق للمصالحة سيتحدث به حفتر لأهالي مئات المدنيين المفقودين داخل مقابره الجماعية في ترهونة؟

وتساءل: أي مصالحة وبناء لـ”الوطن” والعشرات من أسر ضحايا حروبه في بنغازي لجأوا للمحاكم الأمريكية لتقديم شكوى ضده لمعرفتهم بأنه “مواطن” يحمل الجنسية الأمريكية؟

وتابع التقرير أنه على الرغم مما تحمله مبادرة حفتر من رفع ضمني لمبادرة الاتحاد الأفريقي، إلا أن الأعجب أن يدعو حفتر للمصالحة، بل ويمتلك في ذلك مبادرة يرى أن نجاحها يستوجب توافق الجميع، ومن أجل ماذا؟ من أجل بناء مستقبل مستقر للبلاد!

وأضاف أنه قد تكون خطابات حفتر الأخيرة توهم البعض بجنوحه للسلم، لكن الغالبية الكبرى من الليبيين لا تزال تتذكر كيف أعلن حفتر انقلابه عام 2014 على الشرعية والإعلان الدستوري، وتوعد بإنزال دباباته وسط العاصمة طرابلس.

Shares: