سلط موقع الحرة الأمريكي الضوء على أزمة اللاجئين السودانيين في ليبيا، حيث تخطى عددهم 210 آلاف شخص، وسط توقعات بانتقال أعداد كبيرة منهم شمالا نحو أوروبا، في ظل ضعف المساعدات الإنسانية المقدمة لهم.
وأفاد الموقع في تقرير له، بأن غالبية السودانيين يلجأون إلى مدينة الكُفرة، باعتبار القرب الجغرافي، إذ تبعد نحو 350 كم عن أقرب نقطة حدودية سودانية، ويبلغ عدد سكانها 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.
وكشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة عبد الله سليمان، في تصريحات سابقة، أن عدد السودانيين اللاجئين في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، موضحا أنه يوجد في المدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.
وإلى جانب ليبيا، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصول أكثر من 700 ألف سوداني إلى تشاد، ونحو 1.2 مليون في مصر، هربا من نيران الحرب السودانية.
وفقا للتقارير الأممية، أصبحت الأزمة السودانية واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث قُتل الآلاف ونزح الملايين.
ونقل موقع الحرة عن رئيس مؤسسة حقوق الإنسان في ليبيا أحمد حمزة، ترجيحه تزايد تدفق المهاجرين واللاجئين السودانيين في الفترة المقبلة إلى دول الجوار كمصر وليبيا وتشاد وغيرها.
وقال حمزة إن هذه التدفقات الهائلة تثقل كاهل السلطات الليبية ومختلف المنظمات الإنسانية الموجودة على الأرض، المطالبة بتقديم المساعدات اللازمة للاجئين السودانيين، معتبرا أن مضاعفة المساعدات لهم هو خط الدفاع الأول ضد ظاهرة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
فيما قال المحلل السياسي الليبي إسماعيل الرملي، إن الأرقام الحقيقية للاجئين السودانيين تقدر بنحو نصف مليون شخص، مما يحتم على القوى الغربية تحمل مسؤوليتها الكاملة إزاء هؤلاء، في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الدول المضيفة، وبينها ليبيا.
وأكد الرملي أن الاستجابة لحاجيات مئات الآلاف من اللاجئين، يتطلب إنفاقا ضخما لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والسكن والأمن وغيرها، وهي شروط تفوق قدرات ليبيا.
من جانبه، أكد المحلل السياسي أحمد المهداوي، أن المساعدات التي تقدمها السلطات الليبية للاجئين، جاءت بمجهودات ذاتية في ظل شح السيولة والموارد المالية.
وأضاف أن الموارد الليبية المتوفرة لا تفي بالغرض، خصوصا أن تدفق اللاجئين مستمر، مما يفرض على المنظمات الدولية والإغاثية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، التحرك على وجه السرعة.