أفادت وكالة bne IntelliNews المهتمة بأخبار أوروبا الشرقية والوسطى وأوراسيا وشرق آسيا والأمريكيتين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن روسيا تتجه إلى السودان الممزق بالحرب أو ليبيا المنقسمة بعد خسارة قاعدة سورية لعملياتها في أفريقيا.

وأوضحت الوكالة في تقرير لها، أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، من المرجح أن تفقد روسيا السيطرة على قاعدتها البحرية الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب مطار يستخدم لتوريد عملياتها في أفريقيا.

ونقلت الوكالة عن معهد دراسة الحرب في أمريكا، قوله بأن نشاط روسيا في ليبيا ومنطقة الساحل يدعم أهدافها في تأمين الوصول إلى البحرين المتوسط والأحمر، وهو المشروع الذي يعتمد بشكل كبير على احتفاظ روسيا بقاعدتها البحرية في طرطوس بسوريا.

وطرطوس هي القاعدة البحرية الرسمية الوحيدة لروسيا في الخارج، والتي تستخدمها لفرض قوتها على البحر المتوسط لأغراض مختلفة بما في ذلك مواجهة حلف شمال الأطلسي.

وبنت روسيا وجودها في طرطوس قبل غزوها لأوكرانيا في عام 2022 لمواجهة وردع ومراقبة أي تهديدات لحلف شمال الأطلسي تنبع من البحر المتوسط، وخاصة حاملات الطائرات، من بين أمور أخرى.

كما تربط القاعدة أصول روسيا في البحر الأسود بالبحر المتوسط، على الرغم من أن تركيا قطعت هذا الارتباط للسفن العسكرية بإغلاق المضايق التركية بموجب اتفاقية مونترو في أعقاب الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا.

ومنذ عام 2017، كانت مجموعة فاغنر الروسية التي تحولت مؤخرًا إلى فيلق أفريقيا تحت السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية، توفر الأمن لقادة ومجالس عسكرية غير محبوبة في القارة، في مقابل أكوام من النقود أو حقوق مربحة في امتيازات المعادن.

وعلى مدى السنوات السبع الماضية، كانت شركة فاغنر نشطة في جمهورية أفريقيا الوسطى، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وموزامبيق، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث عن قاعدة جديدة للعمليات الأفريقية في السودان التي مزقتها الحرب، أو ليبيا المنقسمة بين حكومتين.

ووفقًا لتقرير معهد دراسة الحرب، توصل الرئيس السوداني السابق عمر البشير وبوتين في عام 2017 إلى اتفاق بشأن بناء قاعدة روسية تتسع لمئات الجنود وأربع سفن، لكن الاتفاق أفسده عدم الاستقرار السياسي الذي أعقب ذلك.

وأشار التقرير إلى استغلال روسيا منذ فترة طويلة قضايا الحكم والفساد في ليبيا من خلال القنوات العسكرية والدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية، حرصًا منها على استغلال احتياطياتها النفطية ورواسب الذهب وتأمين النفوذ في بلد يربط النيجر وتشاد والسودان بشمال إفريقيا وأوروبا بفضل موقعه الجغرافي، مما يجعله ذا أهمية استراتيجية حيوية.

ولعبت مجموعة فاغنر دورًا بارزًا في الحرب الأهلية الليبية، حيث دعمت قوات خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق السابقة في هجوم حفتر على طرابلس عام 2019.

والآن، يقوم فيلق أفريقيا بنشر المرتزقة والمعدات العسكرية في ليبيا، وإنشاء قواعد لوجستية في جنوب البلاد (براك الشاطئ وطبرق)ن كما يدعم جهود حفتر للسيطرة على مناطق رئيسية، بما في ذلك محاولات الاستيلاء على طرابلس.

وأعلنت شركة أفريقيا كورب عن خطط لبناء قاعدة بحرية في طبرق للسيطرة على حركة المرور في البحر المتوسط واستكشاف الذهب واليورانيوم والمعادن الحيوية الأخرى في السودان ومالي والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى من خلال صفقات مع السلطات المحلية أو الميليشيات في مقابل الحماية.

وذكر التقرير أن الاهتمام الروسي بليبيا يتجاوز مجرد النفوذ السياسي، حيث تمتلك البلاد احتياطيات نفطية كبيرة، مما يجعلها أصلًا قيمًا من حيث أمن الطاقة.

وكشف تحليل لصحيفة التلغراف عن القواعد الجوية في ليبيا عن وجود طائرات نقل عسكرية ومدرجات موسعة ودفاعات محيطية معززة، إلى جانب العديد من المباني الجديدة الأخرى، حيث تهبط روسيا بالفعل بطائرات عسكرية في ليبيا على المدرجات المجددة كجزء من توسعها السريع في أفريقيا.

Shares: