تساءل اليوتيوبر البحريني الحارث بن سعيد عن أسباب ندرة وجود الليبيين في دول الخليج، رغم الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها ليبيا.

وقال بن سعيد خلال برنامجه المذاع على يوتيوب إن لليبيين ثقافة وخصوصية اجتماعية تختلف عن الكثير من البلدان العربية فيما يخص الهجرة والغربة.

واعتبر أن هذا ما يجعل الليبيين يرفضون الهجرة بشكل كبير بسبب انتمائهم القبلي، باستثناء من يبحثون عن رفاهية أكبر، مشيرًا إلى قوة الروابط العائلية وإحساس الفرد بالانتماء إليها.

ويرى بن سعيد أن الجغرافيا الليبية ساهمت في تعزيز هذا النظام، حيث تتركز القبائل في مناطق معينة، مما أدى إلى تكوين مجتمعات متماسكة تعتمد على بعضها البعض بشكل كبير.

وبيّن أن ذلك قلل من تنامي ظاهرة الهجرة، خاصة بعد تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية، مرجعًا ذلك إلى قوة النظام القبلي الذي يحد من الرغبة في الهجرة.

وعزا عزوف الليبيين عن هجرة أوطانهم إلى اعتقادهم بأن ليبيا دولة غنية بالموارد الطبيعية والصناعية، قادرة على تحقيق نهضة اقتصادية في أي وقت.

وأوضح أن الليبيين يترددون في الاندماج في سوق العمل الخليجي بسبب وجود بعض الفوارق الثقافية بين ليبيا ودول الخليج. ولذلك، لم يكن الليبيون يشعرون بالحاجة للهجرة لتحقيق مستوى معيشي جيد، لأنهم كانوا يتمتعون به بالفعل.

وتطرق اليوتيوبر إلى اكتشاف النفط في ليبيا، واستقبال البلاد للعمالة الوافدة، خاصة من الدول المجاورة، لتلبية احتياجات المشاريع التنموية الكبيرة التي نفذتها.

وذكر بن سعيد، أن سياسة العقيد الراحل معمر القذافي، فضلت العمالة العربية عن الأجنبية، من باب تعزيز التضامن العربي ومنحتهم تسهيلات كبيرة مقارنة بالجنسيات غير العربية.

ورأى أن تبني القائد لسياسات مناهضة للأنظمة الملكية في دول الخليج وهو ما انعكس بشكل سلبي على العلاقات العمالية والاقتصادية، وغابت عنها أي شراكات واسعة أو برامج استقدام العمالة الليبية كما حدث مع دول عربية أخرى.

وذكر بالسياسات الاقتصادية، في عهد القائد والتي ركزت على الاكتفاء الذاتي والاشتراكية الجماهيرية التي لم تكن تنظر لتصدير العمالة الليبية باعتبارها خيارا استراتيجيا بسبب قلة عدد السكان.

Shares: