قال الخبير القانوني في المجال النفطي عثمان الحضيري، إن ما ورد في تقرير ديوان المحاسبة للعام 2023 من مخالفات وتجاوزات وجرائم يستلزم إيداع المسؤولين في السجون عاجلا.
وأضاف الحضيري في تصريحات نقلتها منصة صفر، أن ليبيا على حافة الإفلاس وفقًا لما ورد في تقرير ديوان المحاسبة، إن لم تفعل القوانين واللوائح والتشريعات اللازمة لحماية المال العام.
وأوضح أن معظم الشركات المذكورة بتقرير ديوان المحاسبة جاءت بعد تولي الإدارة الحالية لمؤسسة النفط في يوليو 2022 مما يثير العديد من الأسئلة والشكوك في نزاهة توريد المنتجات النفطية.
وأكد على ضرورة فتح تحقيق عاجل بالخصوص يضمن اتباع العرف والقواعد التي اتّبعتها مؤسسة النفط منذ تاريخ تأسيسها في التعامل مع المصافي والشركات الكبرى.
وذكر أن التقرير لم يتطرق إلى شركات الفساد التابعة لمؤسسة النفط بالخارج مثل: مرزق والجوابي في لندن، وهيوسن ودوسلدورف في دبي وإسطنبول رغم بطلان تأسيسها وإدارتها ونشاطها.
وفتح تقرير ديوان المحاسبة لعام 2023، الذي تم تسريبه قبل صدوره رسمياً، باباً جديداً من الانتقادات الموجهة لحكومة الدبيبة والمؤسسات التابعة لها، بعدما كشف عن وقائع فساد، وسط مطالب سياسية ومجتمعية بفتح تحقيق فيما تضمنه من تجاوزات.
وتنوعت أشكال الإنفاق والتجاوزات المالية، التي أوردها تقرير الديوان، بين رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات الليبية لـ3478 موظفاً، منهم 1923 دبلوماسياً، و1555 عمالة محلية، والإنفاق ببذخ على شراء سيارات فارهة للمسؤولين، واستئجار طائرات خاصة.
وأفاد التقرير بأن رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات وصل إلى 1.5 مليار دينار، كما أظهر تخصيص قرابة 50 مليون دينار لبند سيارات، وقرابة نصف مليار دينار للتدريب ضمن نفقات مؤسسة النفط.
كما رصد التقرير صرف نفقات بدل سكن موظفي ديوان مجلس الوزراء ما مجموعه 847 ألف دينار، وسداد الحكومة 316.44 ألف دينار مقابل حجوزات فندقية لفترات طويلة لأشخاص، دون توضيح صفاتهم أو تبعيتهم.
ورصد إنفاق 10 آلاف دولار مقابل إقامة وفود رئاسية لليلة الوحدة في جناح فندقي خلال زيارتها إلى نيويورك، رغم وجود مقر ليبي لضيافة الشخصيات المرموقة، كما تضمن التقرير صرف 720 ألف دينار، مقابل توفير طائرة لنقل نائب رئيس المجلس الرئاسي إلى دولة غينيا مؤخراً.
وأظهر التقرير أيضاً توسع حكومة عبد الحميد الدبيبة، في الإنفاق بشكل كبير، بداية من الصرف على رحلات الطيران قيمتها أكثر من مليوني ونصف مليون، وصولاً إلى إنفاقها 665 ألف دينار على إحياء ليلة القدر خلال شهر رمضان الماضي، بالإضافة إلى تخصيص نحو نصف مليون دينار لإقامة ندوة تتعلق بالانتخابات.