أفادت صحيفة العرب اللندنية بأن قرارات مشبوهة تدفع ليبيا نحو لحظة التقسيم، موضحة أن كل متابع للمشهد الليبي، يدرك أنه أمام نخبة مسيطرة بمنطق الهواية سياسيا والتآمر في ممارسة الحكم واستدامة البقاء فيه.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي ينقاد إلى خطة وضعها مستشاروه الدائرون في فلك الدبيبة، ويقرر إحداث مفوضية للاستفتاء، بهدف حل مجلس النواب وقطع أي خيوط للتواصل بين طرابلس وبنغازي.
وأضاف التقرير أن سلطات الشرق تبحث عن هكذا خطأ يقع فيه الرئاسي وحكومة طرابلس، لإنهاء كل مشاريع توحيد المؤسسات، والدفع نحو استفتاء سكان الشرق والجنوب بخصوص النظام الفيدرالي وتوزيع الثروة.
ورأى أن المنفي ومستشاره زياد دغيم، المتصدران واجهة الصراع مع الشرق الذي يتحدران منه فالأول من طبرق والثاني من بنغازي، وكأنهما ييسّران المهمة لطيف الانفصاليين في برقة ويقدمان خدمة مجانية لكل من ينوي تقسيم البلاد أو العودة بها إلى ما قبل 1963.
وانتقد التقرير قرار حكومة الدبيبة التي لا تبسط نفوذها إلا على حوالي 20% من الجغرافيا الليبية، بعد ساعات على نجاح الانتخابات البلدية، بشأن ضم بلديات بتحويلها إلى فروع لبلديات أخرى هي مصراتة ومسلاتة والزنتان ويفرن وغريان في غرب البلاد وسلوق وبنغازي في شرقها وسبها في الجنوب.
وذكر أن رئيس حكومة البرلمان أسامة حماد اتهم الدبيبة بمحاولة زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في الإدارات التابعة لوزارة الحكم المحلي، وأشار إلى ما وصفه بـ”الممارسات الخاطئة التي ترتكبها جهات منتحلة السلطة ومنتهية الولاية.
وأكد أن قرار الدبيبة الذي جاء بعد ساعات على تنظيم الانتخابات التي شهد الجميع بنجاحها سواء من حيث التأمين والتنظيم أو من حيث نسبة الإقبال، يعدّ تشويشا متعمدا للحدث، ويطرح الكثير من الأسئلة عن الأهداف السياسية الكامنة في تفاصيل لحظة الإصدار.
وبين أن الهدف يبدو ضم بلديتي تاورغاء وزمزم إلى مصراتة التي ما انفك يسعى إلى السيطرة عليها بكل الأدوات، وآخرها ترشيح محسوبين عليه لانتخابات مجلسها، وفوزهم بالأغلبية ولكن بصعوبة أكدت أن هناك معارضة جدية لمشروعه السياسي والاجتماعي ولرغبته المعلنة في البقاء على منصة الحكم إلى أجل غير مسمى.
وقال إن كل من يتابع تفاصيل ما يدور في المشهد الليبي، يدرك منذ الوهلة الأولى أنه أمام نخبة مسيطرة بمنطق الهواية سياسيا مع احتراف التآمر في ممارسة الحكم والعمل على استدامة البقاء فيه والحفاظ على امتيازات السلطة.