سلط موقع أويل برايس الأمريكي المتخصص في أخبار الطاقة، الضوء على تكالب دول أوروبا على النفط الليبي بعد أزمة الطاقة في القارة العجوز، التي نجمت بشكل رئيسي عن غزو روسيا لأوكرانيا.

وأفاد الموقع في تقرير له، بأنه في خضم الحرب الأهلية المستمرة، والتي قسمت ليبيا إلى فصيلين متحاربين، فإن القوى الدولية لديها استراتيجياتها الخاصة، حيث تدعم القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حكومة الدبيبة.

وأضاف أن روسيا والعديد من القوى العربية الرئيسية تظل متحالفة مع خليفة حفتر، مبينا أن موسكو تعمل في الوقت الحاضر، على وضع استراتيجية جديدة كبرى لا يتم فيها تعزيز الروابط مع حفتر فحسب، بل وأيضًا خيار تعريض إمدادات الطاقة في أوروبا للخطر.

ونقل التقرير عن بعض الخبراء تأكيدهم بأن المناقشات الحالية بين روسيا وحفتر لها هدف رئيسي واحد فقط وهو إخضاع أوروبا، موضحا أن موسكو تعمل حاليا على فرض سيطرة محتملة على مستقبل النفط والغاز في شمال أفريقيا.

وذكر أنه في الأسابيع الماضية، أدى إغلاق حفتر لحقل الشرارة النفطي، الذي تبلغ طاقته 300 ألف برميل يوميًا، إلى تضرر الإمدادات للعملاء الأوروبيين بشكل أساسي، حيث يتدفق 80٪ من الإنتاج إلى أوروبا.

وبين التقرير أن عملية الإغلاق جاءت على خلفية توقيف صدام نجل حفتر في مطار نابولي الإيطالي بسبب مذكرة اعتقال من إسبانيا التي تتهمة بمحاولة الحصول على طائرات بدون طيار قاتلة، في انتهاك لقرار الحظر المفروض على ليبيا.

وأوضح أن الصراع المحتمل بين القوى المدعومة من حفتر ومشغلي النفط والغاز الأوروبيين يمثل فرصة للمصالح الروسية، مشيرا إلى احتمالية تدخل شركة جازبروم، أو ربما كيان روسي جديد مندمج يجمع بين جازبروم نفت وروسنفت ولوك أويل.

واسترسل التقرير بأنه مع وجود نحو ثلاثة آلاف مرتزق روسي في ليبيا، تنظر موسكو إلى البلاد باعتبارها مركزا محتملا لمزيد من التوسع في أفريقيا، ومن المؤكد أن تعزيز العلاقات مع حفتر يعود بالنفع عليه وعلى ونظام بوتين المتعثر.

وبيّن التقرير أن ليبيا التي تمتلك تاسع أكبر احتياطيات نفطية في العالم، يمكن أن تزود أوروبا بكميات هائلة من النفط والغاز إذا تم التوصل إلى خطة سلام واتفاقية تقاسم السلطة بين حفتر المسيطر على الشرق والدبيبة المسيطر على الغرب.

وأكد الموقع الأمريكي أنه إذا لم يحدث ذلك، فقد تحاول موسكو طرد مشغلي النفط والغاز الغربيين واستبدالهم بشركات تابعة لها، مضيفا أنه إذا نجحت، فلن تتمكن موسكو من تسليح موارد الطاقة في ليبيا فحسب، بل ستتمكن أيضًا من الوصول إلى المعادن الثمينة والمعادن في البلاد وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأشار إلى إبداء ليبيا اهتمامًا متزايدًا بالانضمام إلى مجموعة البريكس، مما يمثل بديلاً اقتصاديًا وسياسيًا للتحالفات الغربية، حيث أكد المسؤولون الليبيون هذا الاهتمام خلال منتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا (9-10 نوفمبر) في سوتشي، رغم عدم توجيه دعوة رسمية حتى الآن.

وفي الشهر الماضي، أفادت منصة التحقيقات “إيكاد” بأن موسكو عززت وجودها العسكري في ليبيا، فقد أنشأت القوات الروسية عدة جسور جوية إلى قاعدة براك الشاطئ منذ مارس الماضي، كما زادت الأنشطة في 4 قواعد عسكرية استراتيجية أخرى: الجفرة، والقرضابية، والخادم، وميناء طبرق.

وختم التقرير بأن موسكو عازمة على استخدام مناطق النفط والغاز في شرق ليبيا كبوابة إلى أفريقيا.

Shares: