قال المحلل السياسي كامل المرعاش، إن زيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إلى طرابلس تمحورت حول شيئين رئيسيين، مهمين بالنسبة لبلادها وهما النفط والغاز.

وكشف المرعاش في تصريحات نقلتها منصة صفر، عن سعي ميلوني للضغط على عبد الحميد الدبيبة لإنشاء معسكرات للمهاجرين الذين دخلوا الدول الأوروبية كخطوة أولى لتوطينهم في ليبيا مقابل دعمه وضمان بقائه في الحكم.

وقال إن إيطاليا ترفض وجود دول منافسة لشركة إيني كالصين روسيا وفرنسا، خاصةً الجنوب الغربي الليبي حيث توجد أكبر حقول النفط والغاز في أفريقيا.

وأضاف أن ميلوني تعمل على إقناع الدبيبة بمنع انطلاق المهاجرين بالقوة وقبول الذين يصلون إلى الشواطئ الإيطالية بعد إرجاعهم، وإنشاء معسكرات للمهاجرين في ليبيا واستكمال إجراءات طلبات الهجرة لمن يرغب منهم.

وأكد أن كل ما تمدّ إيطاليا ليبيا به يأتي في مقابل دعمها بقاء الدبيبة في الحكم ومنع سقوطه، فمنتدى الأعمال الإيطالي – الليبي هو مجرد غطاء لابتزاز إيطاليا لحكومة الدبيبة، قائلا: فعليًا لا توجد مبادلات تجارية كبيرة بين البلدين إن استثنينا النفط والغاز.

وأوضح أن سوق الاستهلاك الليبي تسيطر عليه تركيا والصين بأفضلية الأسعار، ويبدو أن حكومة الدبيبة الضعيفة سترضخ لطلبات إيطاليا بإنشاء معسكرات للمهاجرين الأفارقة كخطوة أولية لتوطينهم في ليبيا.

وذكر المرعاش أن كل هذه المخططات الإيطالية تأتي ضمن مشروع أوروبي يهدف للتخلص من المهاجرين الذين وصلوا مختلف البلدان الأوروبية وتم رفض طلبات لجوئهم.

وأفاد بأنه يتم البحث عن جهات ثالثة لاستقبال المهاجرين الذين دخلوا الدول الأوروبية مقابل قروض وهبات ومساعدات مالية، مقابل دعم سياسي للدبيبة وإفشال أي محاولة لتشكيل حكومة موحدة.

وافتتح عبد الحميد الدبيبة ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء، أعمال المنتدى الاقتصادي الليبي الإيطالي في نسخته الـ 30، بأرض المعارض وسط العاصمة الليبية.

وعلى هامش المنتدى، أبرمت الحكومة المنتهية ولايتها 7 اتفاقيات مع الحكومة الإيطالية، كما أعلنت ميلوني استئناف رحلات شركة «إيتا إيرويس» الإيطالية إلى ليبيا بدءًا من يناير المقبل.

وقالت ميلوني إن إيطاليا تعتبر العلاقات مع ليبيا «أولوية» ولم تصل إلى أعلى مستوى بعد، مشيرة إلى أن حكومتها تهدف إلى استعادة بعض مشروعات التعاون المتوقفة مع ليبيا منذ زمن، واكتشاف مجالات أخرى للتعاون.

Shares: