قال أستاذ البيئة النباتية في جامعة بنغازي طارق المقصبي، إن حشرة الجراد تُصنف من الحشرات المدمرة التي تؤثر بشكل كبير على الغطاء النباتي، ويمكن أن يتسبب في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغطاء النباتي الطبيعي.
وأضاف المقصبي، في تصريحات نقلتها صحيفة الأنباء الليبية، أن أسراب الجراد تستهلك كميات هائلة من النباتات، ما يؤدي إلى تدهور البيئة الزراعية، حيث يمكن أن يحتوي السرب الواحد على حوالي 40 مليون جرادة.
وأوضح أنه يُمكن لسرب واحد أن يستهلك ما يعادل 350 طناً من النباتات يومياً، ما يعني أن السرب يمكنه تدمير المحاصيل الغذائية المزروعة على مساحات تصل إلى 80 مليون هكتار في السنة.
وأكد المقصبي أن قارة أفريقيا شهدت عدة كوارث من الجراد أشهرها عام 1986-1989 تضررت حوالي 5 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية، وانخفض إنتاج الحبوب في بعض المناطق بنسبة تصل إلى 50%.
وتابع: في عام 2003-2005 تضررت 20 دولة في شرق أفريقيا، وقُدرت خسائر الإنتاج الزراعي بحوالي 2.5 مليار دولار، وفي عام 2019-2021 شهدت المنطقة ظهور أسراب ضخمة من الجراد، ما أثر بشكل كبير على 10 دول في القرن الأفريقي.
وبين أن الأسراب دمرت ما يصل إلى 1.5 مليون طن من المحاصيل خلال هذه الفترة، موضحا أن تأثير الجراد على الغطاء النباتي الطبيعي يمثل تحدياً كبيراً للأمن الغذائي، فتستهلك أسراب الجراد كميات هائلة من النباتات، ما يؤدي إلى تدهور الإنتاج الزراعي.
وكشفت لجنة مكافحة الجراد الصحراوي في ليبيا عن تضرر عدد من المزارع في الجنوب الليبي بسبب اجتياح الجراد الأفريقي، حيث تسبب في أضرار كبيرة في سبها وترهونة وبني وليد وتازربو وسمنو وتراغن، مما أثار مخاوف واسعة من تفاقم الخسائر.
من جهته، أوضح حسين البريكي، عضو لجنة مكافحة الجراد الصحراوي، أن عددا من المناطق الزراعية في جنوب ليبيا شهدت تفشي الجراد الأفريقي منذ بداية أكتوبر نتيجة للأمطار التي هطلت مؤخرا ووفرت بيئة ملائمة لانتشاره.