أفاد موقع “إيلاف” السعودي بأن ليبيا تعيش في دوامة من الفوضى السياسية والانقسامات الداخلية منذ إسقاط نظام القائد الشهيد معمر القذافي في عام 2011، مؤكدا أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل البلاد.

وأوضح الموقع في تقرير له، أن الساحة الليبية لا تزال تعاني الانقسام العميق بين الشرق والغرب، وسط تواجد ميليشيات مسلحة ومصالح متضاربة بين القوى الدولية، رغم الجهود الدولية والمحلية لتوحيد البلاد وتشكيل حكومة مركزية قادرة على فرض سيطرتها.

وأضاف السيناريوهات السياسية في ليبيا معقدة للغاية، مبينا أن السيناريو الأسوأ الذي يخشاه الليبيون هو تحول البلاد إلى سوريا جديدة، حيث تصبح ليبيا ساحة لصراع طويل الأمد بين القوى الإقليمية والدولية.

وتابع أنه مع استمرار التدخلات العسكرية والاقتصادية، قد يتحول الصراع الليبي إلى نزاع دائم، يؤدي إلى تدمير البنية التحتية وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر، مما يزيد من معاناة الشعب الليبي.

وذكر الموقع أن المشهد معقد وغير قابل للتنبؤ على المدى القصير، وبينما تحاول أطراف دولية دفع الليبيين نحو حلول سلمية، لا يزال الصراع على الأرض بين الأطراف المتنازعة هو العنصر الحاسم في تشكيل مستقبل ليبيا.

ووفقا للتقرير، قد تتطلب إعادة بناء الدولة الليبية وقتاً طويلاً وجهوداً جبارة، ولكن يظل أمل الليبيين في التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة هو السبيل الوحيد لتجنب سيناريوهات أكثر دموية وتعقيدًا.

وبين أن المواطن الأمريكي خليفة حفتر، يسيطر على معظم المناطق الشرقية من البلاد، ويحظى بدعم قوي من روسيا، ويسعى منذ 2014، لإقامة نظام سياسي قوي يستمد شرعيته من سيطرته العسكرية.

وقال التقرير إن حفتر تمكن بالفعل من السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية، بما في ذلك الحقول النفطية الرئيسية، في المقابل، تعاني حكومة الدبيبة من سيطرة الميليشيات المسلحة التي تتصرف بشكل مستقل غالبا، ما يجعل من الصعب على الحكومة بسط سيطرتها على كامل البلاد أو حتى توحيد المؤسسات الحكومية.

وأشار التقرير إلى الدور التركي في ليبيا، حيث وقعت أنقرة اتفاقية أمنية وعسكرية مع حكومة السراج في أواخر عام 2019، وقدمت بموجبها دعماً عسكرياً مباشرا؛ شمل إرسال مستشارين عسكريين وأسلحة، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين شاركوا في الصراع، ما قلب موازين القوى.

واسترسل بأنه في الوقت نفسه، تلعب روسيا كالعادة دوراً غامضاً في ليبيا من خلال دعمها لحفتر، وتشير تقارير إلى وجود قوات مرتزقة روسية “فاغنر” في الأراضي الليبية، تعمل تحت غطاء دعم قوات حفتر.

وأكد التقرير أن الدور الروسي يعكس رغبة موسكو في تعزيز نفوذها بمنطقة شمال أفريقيا والسيطرة على مصادر الطاقة في ليبيا، التي تمتلك واحدة من أكبر احتياطيات النفط في القارة.

ووفقا للتقرير، السيناريو السياسي في ليبيا قد يتخذ مسارات عدَّة في المستقبل، من أبرزها إمكانية تقسيم البلاد فعلياً إلى منطقتين رئيسيتين، الشرق الخاضع لسيطرة حفتر، والغرب الذي تسيطر عليه حكومة الدبيبة.

وواصل بأن مثل هذا التقسيم سيواجه عقبات عديدة، حيث الموارد النفطية الرئيسية تقع في مناطق يتداخل فيها النفوذ بين الطرفين، مما يجعل من الصعب رسم حدود واضحة لأي تقسيم سياسي.

ومن السيناريوهات الأخرى التي تلوح في الأفق، استمرار الصراع المسلح مع فترات من الهدوء النسبي، فيمكن أن تستمر المواجهات العسكرية بين الشرق والغرب، مع إمكانية توقيع اتفاقيات هدنة مؤقتة تحت ضغط دولي، ولكن دون الوصول إلى حل نهائي للأزمة.

كما يوجد احتمال وإن كان ضئيلاً، لتحقيق مصالحة شاملة عبر الوساطة الدولية، حيث تعمل الأمم المتحدة ودول كبرى مثل أمريكا وألمانيا على دعم جهود المصالحة وإجراء انتخابات جديدة، يمكن أن تؤدي إلى تشكيل حكومة توافقية تمثل جميع الأطراف.

Shares: