أكد الخبير العسكري عادل عبدالكافي، أن المجتمع الدولي والبعثة الأممية يسعيان جاهدين لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية لحماية الجنوب الليبي وقطع الطريق أمام النفوذ الروسي المتزايد، خاصة وأن هذا التواجد يشكل تهديداً مباشراً على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وقال عبدالكافي، خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “فبراير”، إن لجنة 5+5 العسكرية ليس لها تأثير يذكر على قرارات وقف إطلاق النار وفتح الطرق الحيوية مثل طريق سرت الجفرة، مشيراً إلى أن هذه المسائل يتم تسويتها بشكل أساسي بين روسيا وتركيا اللتين تعتبران اللاعبين الرئيسيين في الصراع الليبي.
ووصف ستيفاني خوري، المبعوثة الأممية بالإنابة، بأنها تمثل الذراع السياسي للولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أن واشنطن تمارس ضغوطاً شديدة على مختلف الأطراف الليبية لوقف دعم المرتزقة الروس.
ويرى عبدالكافي أن هذا الوجود الروسي ليس مقتصراً على ليبيا فقط، بل يتعداه إلى دول الجوار، حيث يربط بينه وبين تدفق السلاح إلى دول مثل النيجر والسودان، مستشهداً بشحنة السلاح التي ضبطتها الخرطوم والتي تم تهريبها من بنغازي لدعم قوات الدعم السريع.
ولفت إلى خطورة تحول ليبيا إلى ساحة صراع دولي، حيث عززت روسيا وجودها العسكري بشكل كبير، مما يجعل من الصعب إخراجها من البلاد. وبذلك، أصبحت ليبيا قاعدة عسكرية روسية، وتوشك موسكو على توقيع اتفاقية لإقامة قاعدة بحرية في المنطقة الشرقية.
وتشير تقارير إعلامية إلى تزايد الوجود الروسي المعروف في ليبيا منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية “مجموعة فاغنر سابقا” بشكل لافت هذا العام.
وقالت مذكرة نشرتها منظمة “كل العيون على فاغنر”، إن “روسيا تقوم بنقل جنود ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ 3 أشهر.
وأضاف فريق التحقيق الدولي المعني بالشبكات الروسية في إفريقيا أن تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا من هذا التدخل المتزايد.
ولفت إلى وجود 1800 روسي منتشرين الآن في جميع أنحاء البلاد، وإلى إنزال مركبات وأسلحة مثل مدافع الهاون ومركبات نقل مدرعة إلى طبرق خلال شهر أبريل الماضي.