تناولت صحيفة الأسبوع الصحفي المغربية عمليات تزوير التاريخ، موضحة أن هناك قوى خفية تدير الأحداث محركة خيوط اللعبة العالمية لتخدم مصالحها الاقتصادية والدينية والأخلاقية.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، بأن هذه القوى ليست مجرد حكومات أو دول، بل تشمل مؤسسات مالية كبرى، شركات متعددة الجنسيات، ومنظمات ذات تأثير عالمي تعمل في الخفاء لتوجيه مسار الأحداث بما يخدم مصالحها طويلة الأمد.
وسلط التقرير الضوء على الحالة الليبية، مشيرة إلى المؤامرة الغربية لقتل القائد الشهيد معمر القذافي بزعم أنه كان يقمع ويقتل شعبه، مبينة أنه خلف هذا التفسير البسيط تختبئ حقائق أكثر تعقيدا.
وأوضح التقرير أن المؤامرة الغربية على القائد الشهيد لأنه كان يمثل تهديدا للنظام الاقتصادي العالمي، فقد حاول القذافي تنويع الاقتصاد الليبي وتحرير موارده الطبيعية من السيطرة الغربية، وخصوصا النفط.
وأضاف أنه كان يسعى إلى إنشاء الدينار الذهبي كعملة موحدة لدول أفريقيا، وهو ما كان سيضعف الدولار واليورو، مما جعل القوى الكبرى ترى في القائد الشهيد خطرا اقتصاديا، فقررت هذه القوى التي تحرك المشهد الدولي، إسقاطه.
وبينت الصحيفة أن القائد الشهيد كان يسعى إلى استقلال ليبيا عن التبعية الاقتصادية، وكانت النتيجة حملة عسكرية واسعة النطاق تحت غطاء حقوق الإنسان، بنفس سيناريو العراق مع صدام حسين، الذي قرر تحويل مبيعات النفط العراقي من الدولار إلى اليورو، مما أثار غضب الولايات المتحدة.
وذكرت أن هذه الخطوات الجريئة جعلت صدام والقذافي وغيرهم من القادة الأفارقة على قائمة أهداف القوى الكبرى التي لا يمكنها السماح لأي نظام بإضعاف نفوذها المالي، مضيفة أنهم كانوا يشكلون تحديا جيوسياسيا للقوى العالمية، مما أدى إلى مواجهتهم لمصائر مشابهة.
وتدخل الناتو في ليبيا يوم 19 مارس 2011، وبدأ تحالف من دول متعددة بقيادة حلف شمال الأطلسي تدخلًا عسكريًا في ليبيا، وأطلقت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية ما يزيد عن 110 صاروخ كروز توماهوك.
كما نفذ سلاح الجو الفرنسي وسلاح الجو البريطاني وسلاح الجو الكندي بطلعات جوية في أنحاء ليبيا، وفرضت قوات التحالف حصارًا بحريًا، شنت الطائرات غارات جوية على دبابات ومركبات الجيش الليبي.