قال محمد بويصير المستشار السياسي السابق لخليفة حفتر والمقيم في أمريكا، إن التدخل الأمريكي في ليبيا سيتصاعد بتصاعد التوتر في المنطقة، باعتبار ليبيا أهم مصادر التمويل ولا بديل عن السيطرة عليها.
ووصف بويصير في تصريحات نقلتها منصة زوايا عن اجتماع تونس بخصوص الترتيبات المالية برعاية أمريكية، الحديث عن طمع الولايات المتحدة في الأموال الليبية الموجودة في المصرف المركزي بغير المنطقي.
وجاء ذلك كون الموجود بالمصرف المركزي هو مائتى مليار دولار، مقارنة بما هو موجود في مصارف “وول ستريت” والتي تتخطي الـ 14 ترليون دولار، على حد قوله، معتبرا أن اهتمام أمريكا بليبيا من منطلق الأمن الاستراتيجي، وسببه الاقتراب الروسي من التخوم الجنوبية لأوروبا من خلال التواجد في ليبيا.
وأضاف أن الأمريكيين منزعجون من التمويل الذي يحصل عليه الفيلق الإفريقي الروسي من خلال الموارد الليبية التي تنتج عن بيع النفط وإيداعاته في المصرف المركزي الليبي.
وأوضح أن دعوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط فرحات بن قدارة، إلى واشنطن كانت فى هذا السياق، وهو تعهد بوقف كل ما يؤدي إلى تسرب مردود النفط خارج المؤسسة المالية الحكومية.
وأكد بويصير أن خطوة الأمريكيين القادمة بعد حل أزمة المركزي، هي منع تسريب النفط خارج المنظومة الحكومية، وبيعه لمصلحة أطراف قد تعمل على تمويل التواجد الروسي، خاصة بعد أن أفصح بن قدارة عن تلقيه تهديدات من الشرق الليبي.
وذكر أن عدم قدرة الأطراف الليبية على التوافق على سياسات المصرف المركزي، والخلافات المعلنة يوميا، هي ما دعت الولايات للجلوس في قمرة القيادة، وستضع السياسات وتشرف على تنفيذها مهما زعمت أنها ذات دور استشاري.
واستضافت العاصمة التونسية، الخميس الماضي، اجتماع المجموعة المصغرة للحوار الاقتصادي الأمريكي – الليبي، برعاية من السفارة الأمريكية لدى ليبيا، ووزارة المالية الأمريكية.
وشارك في الاجتماع، القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيرمي برنت، إضافة إلى نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكية، إريك ماير، والمحافظ الجديد لمصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، ورئيس لجنة المالية بمجلس النواب، عمر تنتوش، رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، ورئيس مؤسسة النفط، فرحات بن قدارة، إضافة عن وزراء المالية والتخطيط والمواصلات في حكومة الدبيبة.
وكانت مسودة مسربة لأجندة الاجتماع كشفت عن مناقشة تعيين مستشارين أمريكان داخل المصرف المركزي.