أكد الدكتور إلياس الباروني، أستاذ العلاقات الدولية، أن إحاطة المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري ركزت على نجاحاتها في مسار أزمة المصرف المركزي، وهو ما يعكس تعاطي الدول الكبرى لها.

وأوضح الباروني أن لهذه الأزمة آثاراً على المستوى المحلي والعالمي، حيث تؤثر على النظام المالي الدولي بما في ذلك البنك الدولي. ونتيجة لذلك، دعت جميع الدول المتدخلة في الشأن الليبي إلى حل أزمة المصرف المركزي، وهو ما ظهر جلياً في تصريحات ممثليها خلال جلسة مجلس الأمن.

وأعرب عن أمله في كلمة مندوب روسيا التي حملت دعوة جديدة إلى ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا، وتساءل عن سبب عدم مبادرة هذه الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة.

وأشار إلى طلب المبعوث الروسي بعدم استمرار البعثة الأممية في ليبيا؛ لأن الأمم المتحدة لم تقم بأي دور غير ما تمليه عليها الدول الكبرى والتي لا تصب في مصلحة ليبيا.
وذكر أن منظمة الأمم المتحدة ضعيفة أمام الدول الخمسة الكبرى التي تديرها؛ نظراً لأنها تتصارع فيما بينها للسيطرة على الموارد الليبية.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية ضرورة وجود حل للأزمة الليبية، سواء بالحوار أم بالعمل العسكري، مشيراً إلى أنه لو ترك الشعب الليبي في حالة حرب، لما استمر وجود خليفة حفتر. ومع ذلك، ترى بعض الدول مصلحة في استمرار الأزمة وتدعم جميع الأطراف المتصارعة.

وشدد الباروني على أن الحل الوحيد للأزمة الليبية هو الحل العسكري، وأن القوة المنتصرة هي التي ستفرض سيطرتها على كامل الأراضي الليبية، زاعما أن الشعب الليبي سيبارك هذا الحل و”يصقف” له.

قدمت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري إحاطتها الثالثة أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، تطرقت خلالها إلى مجمل التطورات الاقتصادية والسياسية والأمنية خلال الفترة الماضية.

وحذرت من إن الإجراءات أحادية الجانب من قبل شخصيات سياسية وأمنية معتبرة أنها تقوض هي الأخرى الاستقرار بطرق مختلفة.

وأردفت أن استمرار الإجراءات أحادية الجانب لن يؤدي إلا إلى تقويض سيادة ليبيا، وإغراق البلاد في المزيد من الأزمات، وتشتيت الانتباه عن المهمة المطروحة، ألا وهي تمهيد السبيل لحل سياسي شامل، حل يعالج قضايا مثل الانقسام الحالي داخل مؤسسات الدولة، والحاجة إلى حكومة موحدة، واستعادة الشرعية الديمقراطية عن طريق الانتخابات.

وقالت خوري في إحاطتها: “حان الوقت لتبديد التصور بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعملان فقط على إدارة الأزمة في ليبيا وليس معالجتها. إنني أعتزم البناء على الإنجازات الإيجابية الأخيرة والدفع بالعملية السياسية الشاملة في الأسابيع المقبلة بهدف كسر الجمود السياسي ومعالجة أسباب الصراع طويلة الأمد والمضي قدماً نحو الانتخابات الوطنية”.

Shares: