وصف صلاح البكوش مستشار مجلس الدولة الاستشاري سابقا، الحوار الاقتصادي الأمريكي الليبي بأنه انعكاس لسياسة أمريكية تهدف للتأثير بشكل غير مباشر على الأحداث في ليبيا، وهي سياسة يطلق عليها البعض “القيادة من الخلف”.
وأضاف البكوش خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “بوابة الوسط”، أن هذه السياسة تعكس عدم رغبة الولايات المتحدة في التدخل المباشر في الشأن الليبي، على عكس بعض الدول الأخرى مثل مصر والإمارات وتركيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل ضمن نطاق ضيق، مثل مبادرة مستفيد، لأنها لا ترغب في الضغط على حلفائها في المنطقة لدفعهم نحو حل شامل للأزمة الليبية، وهذا يأتي امتدادًا لقرارات مجلس الأمن التي دعت إلى التوافق على حل.
واعتبر البكوش أن مبادرة مستفيد تعتبر حلاً مؤقتًا، لأن المشكلة الأساسية تكمن في انعدام الشرعية. فكيف يمكن التعامل مع تأسيس حفتر وأبنائه لشركة لتصدير النفط؟
ولفت إلى ضرورة حل أزمة الشرعية عن طريق الانتخابات مما يمنع تماما أي تدخل أجنبي في البلاد، مؤكدا أن الليبيين هم الذين لا يريدون الاستقرار لبلادهم وهو أمر ليس بالجديد.
وتابع بالقول: “هناك قبائل تحالفت مع الإيطاليين نكاية في قبيلة أخرى بسبب النزاع على الأرض أو الموارد”.
وانطلقت مساء أمس الخميس في العاصمة التونسية اجتماع المجموعة المصغرة للحوار الاقتصادي الأمريكي الليبي برعاية السفارة الأمريكية لدى ليبيا.
أبرز محاور الاجتماع بحث استقلالية المصرف المركزي، وعدم التدخل في قراراته، ومناقشة تخفيض ضريبة النقد الأجنبي، وملف الميزانية الموحدة، وكيفية تعامل المركزي مع الحكومتين.
وبحسب مسودة أعمال الاجتماع الذي من المنتظر أن يناقش تعزيز هياكل الحوكمة لمصرف ليبيا المركزي، ونظرة على أولويات قيادة المصرف المركزي على المدى القريب والمتوسط بما في ذلك التصرف في الصرف الأجنبي.
كما سيتم في الاجتماع تناول الجهود لتعزيز حوكمة المصرف المركزي بما في ذلك المستجدات حول تعيين مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي، والخيارات حول طرف ثالث لمراقبة التحويلات وإدماج مستشارين دوليين في المصرف المركزي لاسترجاع الثقة الدولية.
وسيبحث الاجتماع أيضا ميزانية عام 2025 وأولويات الباب الثالث للتنمية من ميزانية عام 2024، إضافة إلى إيرادات النفط لسنة 2024 حتى اللحظة والتحويلات التي تم القيام بها إلى مصرف ليبيا المركزي حتى الآن.
كما سيبحث إجراءات الشفافية اللازمة في تشكيل الميزانية والتنفيذ، وملامح آلية تشكيل ميزانية عام 2024 والرقابة، والتفاهم حول خطة عمل بما في ذلك الآجال الرئيسية وذلك لميزانية عام 2025، وعملية النقاش والتفاهم حول الباب الثالث الخاص بإنفاق التنمية من ميزانية العام الحالي.
ويشارك في الاجتماع، القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيرمي برنت، إضافة إلى نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكية، إريك ماير، والمحافظ الجديد للمصرف المركزي، ناجي عيسى، إضافة إلى رئيس لجنة المالية بمجلس النواب، عمر تنتوش.
كما يشارك رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، إضافة عن وزراء المالية والتخطيط والمواصلات في حكومة الدبيبة، مع رفض حضور المستشارين المصاحبين للوزراء خلال الاجتماع، إضافة إلى وزراء عن الحكومة المكلفة، وممثلين عن قوات حفتر.