تناول مركز آريون 24 البحثي الفرنسي الدور الروسي في الصرعات بالشرق الأوسط، وقسّم مصالح موسكو في ليبيا إلى أربعة مجالات رئيسية منذ العام 2022.
وأفاد المركز في ورقة بحثية له، بأن الكرملين يسعى أولًا إلى تهدئة البلاد من خلال الاعتماد على خليفة حفتر، مبينا أن المجال الثاني يتعلق بتنشيط استثمارات روسيا في قطاع الطاقة الليبي، ولكن أيضًا في مجال الدفاع أو الطاقة النووية المدنية.
وأوضح ثالث نقطة، تكمن في رغبة روسيا الاستفادة من موقع ليبيا الاستراتيجي لتأمين القواعد الروسية على طول الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي ودعم أنشطتها في منطقة الساحل وجنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.
وأخيرًا، بحسب الورقة البحثية، فإن الوجود الروسي في ليبيا يتيح لموسكو الفرصة لاستغلال أزمة الهجرة في أوروبا، مما يمنحها قدرة كبيرة على التسبب في الضغط والضرر للغرب.
وأضاف المركز البحثي أن القوات الروسية -لتحقيق أهدافها- قادت في البداية عمليات إزالة الألغام والتدريب العسكري ومهام الاتصال مع مليشيات حفتر بين العامين 2017 و2019، ولم تتردد في تقديم الأسلحة والصواريخ والمدرعات لدعم محاولة حفتر الاستيلاء على طرابلس.
وبين أنه في العام 2020، كان لدى مجموعة فاغنر ما يصل إلى 1200 مقاتل يعملون في ليبيا، وقدموا مجموعة كاملة من الخدمات العسكرية الخاصة من التدريب أو القتال أو تأمين المواقع أو الأشخاص.
وأشار إلى تكثيف هذا الدعم للأفراد العسكريين، ليصل عدد المقاتلين الإضافيين إلى حوالي 2600 مرتزق، مما قد يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات الأمنية والدفاعية المقدمة وتوسيع إمكانات عمل المجموعة شبه العسكرية.
ورأى المركز، أن هذه الوحدة الجديدة ستكون مسؤولة بشكل خاص عن تدريب عناصر حفتر وتجنيد عمال متعاقدين جدد، وتنفيذ مهام نقل المعدات العسكرية، وتأمين المواقع أو المنشآت، والمشاركة في نشر البعثة الروسية في النيجر.
وذكر أن قوة التدخل الروسية الجديدة في أفريقيا «فيلق أفريقيا»، تدير ثلاث قواعد جوية في ليبيا (في القرضابية بالقرب من سرت، وفي الجفرة في فزان، وفي براك الشاطئ في الجنوب الغربي).
وتستخدم بشكل أساسي لنقل العسكريين والمعدات إلى السودان أو مناطق أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (مالي والنيجر وبوركينا فاسو).
وبالتوازي مع هذا الوجود البري، يكشف المركز عن إجراء مفاوضات لمنح السفن الحربية الروسية حقوق الرسو في ميناء طبرق، مقابل الحصول على أنظمة دفاع مضادة للطائرات «أس 300» وتدريب طياري المقاتلات، ومن الممكن أن يؤدي الوصول المحتمل إلى قاعدة بحرية جديدة في ليبيا.
وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.