قال المحلل السياسي وسام عبد الكبير، إن تصريحات المبعوث الأمريكي لدى ريتشارد نورلاند لصحيفة اليوم السابع المصرية، لم تقدم أي رؤى جديدة أو حلول عملية للأزمة الليبية، ولم تحدد آلية واضحة لإنهاء الانقسام السياسي والمؤسساتي في البلاد.

وأضاف عبد الكبير في تصريحات تليفزيونية، أن ولاية البعثة الأممية تنتهي قريبًا، وهي بانتظار تجديد تفويضها، مبينا أن نورلاند حث الأطراف الليبية على التوافق بشأن شخصية لرئاسة المصرف المركزي، وهو ملف توليه الإدارة الأمريكية اهتمامًا خاصًا بسبب أهميته في توحيد المؤسسات المالية الليبية.

ولكن عبدالكبير اعتبر أن السفير الأمريكي تبنى رواية المعسكر الشرقي الذي يشتكي باستمرار من التهميش السياسي والاقتصادي، مع رفضه في الوقت نفسه تشكيل حكومة موازية.

كما استبعد إمكانية عقد مؤتمر حوار ليبي جديد في الوقت الحالي، نظرًا لانشغال المجتمع الدولي بأزمات عالمية ملحة مثل الحرب في أوكرانيا وحرب غزة والانتخابات الأمريكية.

ورجح أن يكون هناك بديلا أكثر واقعية من ذلك وهو إعادة إطلاق وهم “أصحاب المصلحة الخمسة”، من أجل التوصل إلى حل شامل للأزمة.

وقال السفير ريتشارد نورلاند المبعوث الأمريكي لليبيا، إن الخلاف داخل ليبيا من الأمور المؤسفة، وشدد بأن الحلول السريعة ضرورية للخروج من الفترة الحالية.

وأكد ريتشارد نورلاند في حديثه لليوم السابع أن الخطوة الأخيرة التي اتخذها المجلس الرئاسي بإقالة الصديق الكبير كانت إجراءً أحادي الجانب، وتأتي في سياق الإجراءات الأحادية الكثيرة التي اتخذتها الأطراف الشرقية والغربية في الأسابيع والأشهر الأخيرة.

ورأى أنها كانت محفوفة بالمخاطر، لأنها أثارت تساؤلات حول نزاهة المصرف المركزي، كما أن مداهمة وحدة المخابرات المالية وضبطها بالمسجلات أثارت مخاوف بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وأضاف المبعوث الأمريكى لليبيا: من وجهة نظرنا، موقف الولايات المتحدة هو أن الليبيين بحاجة إلى تحركات سريعة لاستعادة الثقة في قيادة المصرف المركزي، بحيث يمكن إجراء المعاملات المالية الدولية بشكل طبيعي، واستيراد السلع والأدوية إلى ليبيا، وبالتالي تجنب حدوث أزمة اقتصادية.

وواصل: لكن في الوقت الحالي، نحن قلقون من أن الجهود المبذولة للتفاوض على حل قد تتحول إلى حلقة مفرغة، وأعتقد أن الجميع يدركون الحاجة الملحة للتوصل إلى قرار بشأن قيادة المصرف المركزي، وأعني قيادة ذات مصداقية مبنية على الإجماع في أسرع وقت ممكن.

Shares: