قال الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة جلال حرشاوي، إن أسعار المواد الغذائية في ليبيا بدأت ترتفع، كما بدأ الدينار ينزلق تدريجياً مقابل الدولار في السوق السوداء.
ورجح حرشاوي في تصريحات نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، استمرار هذه الاتجاهات السلبية في الأسابيع القليلة المقبلة، مما يزيد من حالة الذعر بين الليبيين.
ورأى أن برنامج الغذاء مقابل النفط، الذي يتخوف منه قطاع واسع من الليبيين يبقى خياراً ممكناً، لكن من المستبعَد تحقيقه.
وأضاف أنه على عكس دول أخرى طُبّق بها هذا البرنامج في تسعينات القرن الماضي، تمتلك ليبيا أموالاً، فلديها عشرات المليارات من الدولارات، لكنها موجودة بعواصم غربية.
وأكد أن الحسابات الخارجية للمركزي الليبي غير مجمّدة، وبالرغم من ذلك المعضلة الحقيقية متمثلة في عدم قدرة أي مسؤول ليبي، بما في ذلك الصديق الكبير، وعبد الفتاح عبد الغفار المحافظ الحالي، على التصرف في حسابات المصرف الموجودة ببنوك ببعض الدول الغربية.
وأثارت تصريحات الكبير، حالة من الجدل السياسي والاقتصادي، لا سيما مع تحذيره من سيناريو “النفط مقابل الغذاء”؛ تلك التصريحات، التي جاءت عقب إقالته بطريقة يصفها بغير القانونية، تعكس توتراً متزايداً بين الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة، وتطرح تساؤلات عميقة حول مصير البلاد واقتصادها المتعثر.
من جهته، كشف زياد دغيم، ممثل المجلس الرئاسي في حوار المصرف المركزي برعاية بعثة الأمم المتحدة، عن استمرار عمل المصرف المركزي بكفاءة رغم الأزمة الراهنة.
وأكد دغيم أن المصرف نفذ مئات الاعتمادات والتحويلات، بما في ذلك لسفارات ليبيا في الخارج، مشيراً بشكل خاص إلى تحويلات لسفارتي ليبيا في هولندا.
ورفض دغيم فكرة “النفط مقابل الغذاء”، واصفاً إياها بـ”أمنيات دول إقليمية واستعمارية” التي لن تتحقق، مؤكداً أن المؤسسات المالية الأمريكية لن تغامر بسمعتها من أجل شخص واحد، خاصة في ظل تطلع الصين إلى شراكة استراتيجية في ليبيا.