استبعد الخبير المالي خالد الزنتوتي، وصول وضع الاقتصاد الليبي إلى فرضية النفط مقابل الغذاء في حال عدم عودة الصديق الكبير لرئاسة المصرف المركزي، معتبرا أن الظروف العالمية لا تسمح بذلك حاليا.
وقال الزنتوني في تصريحات نقلتها صحيفة صدى الاقتصادية، إن العالم لا يهمه الأشخاص والأسماء، بل يهمه مصالحه، وبالأحرى مصالح الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة، تلك الدول لا تهمها إن سُرقت أموال الليبيين أو ماتوا.
وأضاف أن الصراعات والحروب والانقسامات ومشاكل السيولة وطوابير الليبيين الطويلة والاعتمادات المشبوهة والإنفاق غير المرشد وانخفاض سعر الصرف، ظاهرة للعالم منذ سنوات طوال دون تحرك يوما للحفاظ على تلك الأموال ومعالجة معاناة الليبيين.
وتابع قائلا: العالم يهمه أن النفط يُباع، ووفق مصالح شركاته فقط، ولا يهمه حتى لو توقف النفط أصلا، لأن ببساطة كمية النفط الليبي المنتجة محدودة وغير مؤثرة أبداً في السوق العالمي؛ إذ لا تزيد نسبتها عن 1% ويمكن تعويضها، ناهيك على الانقسام الكبير في مجلس الأمن بشكل يُصعب تماما اتخاذ مثل هذا القرار.
وواصل: قرار (النفط مقابل الغذاء) لا يمكن اتخاذه بسبب صراع أسماء على المصرف المركزي وتحت هذه الظروف العالمية القائمة الآن، الاستثناء الوحيد هو ربما اتفاق كامل بين السلطات التشريعية على الطلب من الأمم المتحدة اتخاذ مثل هذه الخطوة وهذا اعتقد مستحيل.
وأكد على ضرورة أن يتفق الليبيون على ضرورة وأهمية استقلالية المصرف المركزي وعلى إدارته بمجلس إدارة متخصص ومستقل تماما على أي معطيات أيديولوجية أو جهوية أو مصلحية ليقوم بمهامه الحقيقية في رسم وتنفيذ سياسات نقدية وتناغم كامل مع السياسات المالية والتجارية الأخرى وفي إطار المعايير الدولية.
كان الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي المقال والمقيم في تركيا، قال في مقابلة تليفزيونية أمس، إن سيناريو النفط مقابل الغذاء قادم إلى ليبيا إذا طالت أزمة المصرف المركزي.