رأى السنوسي البسيكري مدير المركز الليبي للدراسات ورسم السياسيات، أن التقارب المصري التركي أهدافه استراتيجية، مرجحا تشكيل محور إقليمي بين البلدين.

وأضاف البسيكري خلال تصريحات لفضائية “ليبيا الأحرار”، أنه رغم هذا التقارب، إلا أنه لا يوجد حتى الآن توافق نهائي حول الملف الليبي الذي شكل نقطة خلاف حادة بين البلدين في السابق.

وأكد أن القاهرة ترفض الوجود العسكري لتركيا في غرب البلاد، وأنقرة تنظر لربما بتحفظ لعلاقة مصر بالرجمة.

وأشار السنوسي البسيكري إلى رغبة مصر في عقد تحالفات جديدة تقلل بها النفوذ الروسي في الشرق الليبي، مبينا أن أنقرة لا تريد في الوقت نفسه أن تكون تابعا للولايات المتحدة الأمريكية في الملف الليبي.

وأوضح مدير المركز الليبي للدراسات أن التواجد الروسي في البلاد يقلق تركيا ومصر وكذلك أمريكا وحلفاءها في الغرب؛ لأن روسيا تُخدم على مصالحها فقط ولا تضع اعتبارا لمصالح هذه الأطراف.

ورأى أنه من المبكر القول بأن التقارب المصري التركي سيدفع باتجاه المسار السياسي في ليبيا، لأن البلدين مازالا يتحدثان بشكل دبلوماسي و”عمومي” ولا يخص المسائل الخلافية بينهما.

ودفع باستحالة وجود هذا التحالف بعيدا عن أعين واشنطن التي لن تسمح بوجود حل للأزمة في البلاد دون أن تكون طرفا فيه بما يخدم مصالحها، مشيرا إلى ضرورة وعي القاهرة- أنقرة بهذه الحقيقة.

وقال البسيكري إن الخط الذي حدده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى، “سرت – الجفرة” توقفت تركيا عنده والتزمت به بضغط أمريكي، لأن أنقرة كانت تريد أن تسيطر قوات بركان الغضب على سرت وهو ما يعني وجود تركي أكبر وهو ما لا تريده واشنطن.

وذهب إلى أن النفوذ الأمريكي في البلاد دفع إلى عدم تنفيذ قرار البرلمان القاضي بإقالة الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي، وهو أيضا الذي حرك المجلس الرئاسي لإقالته مجددا بسبب تقاربه من الشرق وإعطائه أمولا له قد تخدم المصالح الروسية.

وأردف أن ضوء أخضر أعطته أمريكي لأنقرة للتواجد العسكري في البلاد كي تقلل من تداعيات الوجود الروسي، مؤكدا أن المخابرات الأمريكية استخدمت طائرات مسيرة لضرب رتل مكون من 36 مركبة للفاغنر الروسية سنة 2020 عندما اقتربت من مدينة الشويرف لمنعها من السيطرة على طرابلس.

وقال الرئيس المصري أنه والرئيس التركي أكدا أهمية طي صفحة الأزمة الليبية الممتدة منذ 2011، من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن.

ودعا الرئيسان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقداه إبان زيارة السيسي لتركيا إلى خروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من ليبيا، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى يتسنى للبلاد إنهاء مظاهر الانقسام، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الشقيق.

ويرى مراقبون أن تقارب مصر وتركيا بمثابة توحيد للسلطتين النافذتين في ليبيا؛ فالقاهرة معروفة بدعمها لمعسكر الشرق الليبي، وأنقرة تدعم ما تعتبره شرعية دولية في غرب البلاد، فهل يمكن للعلاقات الثنائية التي تصل لمرحلة الترفيع أن تكتب سطر ختاميا للمرحلة الانتقالية وتتجه بليبيا إلى الاستقرار وتوحيد مؤسساتها السياسية والعسكرية.

Shares: