وصفت الغطاسة نبيلة التاجوري، العاملة بهيئة السلامة الوطنية، اللحظات الأولى لمدينة درنة بعد الإعصار بأنها كارثية وغير مسبوقة، موضحة صعوبة عمليات الإنقاذ بسبب انتشار الحطام في المياه بشكل كثيف.

وأعربت التاجوري، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “فبراير”، عن عميق أسفها للمشاهد المؤلمة التي عايشتها، مثل انتشار الجثث على شاطئ المدينة وموت عائلات بأكملها.

وقالت إن وعورة التضاريس والظلام الدامس، بالإضافة إلى نقص الاستعداد لمواجهة مثل هذه الكارثة الطبيعية، زادت من صعوبة عمليات الإنقاذ.

ولفتت إلى صعوبة الإنقاذ بسبب وعورة الأماكن والظلام الذي خيم على المكان، فضلا عن وجود حالات إنسانية كثيرة تطلب الغوث وعدم وجود استعداد كافي لمثل هذا الإعصار الذي يضرب البلاد للمرة الأولى.

وأعربت نبيلة التاجوري، عن فخرها بكونها المرأة الوحيدة التي تشارك في عمليات الإنقاذ، مؤكدة أن فريقها كان أول من وصل إلى المدينة المنكوبة.

وأضافت أن عدد الضحايا الحقيقي يتجاوز الأرقام المعلنة بكثير، وأن فرق الإنقاذ استخرجت العديد من الجثث ونقلتها إلى أماكن آمنة لمنع تفاقم الأزمة الصحية.

وأشادت التاجوري بالتلاحم الوطني الذي أظهره الليبيون خلال هذه المحنة، مؤكدة أن الجميع عملوا كفريق واحد للتخفيف من آثار الكارثة.

وبعد عام على عاصفة “دانيال” والفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة درنة والمناطق المحيطة بها في شرق ليبيا، أشادت الأمم المتحدة في ليبيا بصمود وقوة المجتمعات المحلية التي عملت دون كلل للتعافي من الكارثة.

وأعربت الأمم المتحدة من جديد عن خالص تعازيها لكل من فقدوا أحباءهم وتستحضر ذكرى الأرواح التي أُزهقت، وبينما لا يزال تأثير الكارثة على المجتمعات والأسر المتضررة عميقًا.

وبحسب بيان للبعثة الأممية، فإن تحديد 11 سبتمبر كيوم حداد وطني على درنة والمناطق المتضررة من الفيضانات يعبر عن الحزن العميق الذي يوحد الناس في ليبيا ويسلط الضوء على الحاجة المستمرة إلى الدعم المستدام للمتضررين.

واعتبرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا، جورجيت غانيون، أن “ما عاشه الأهالي في درنة والمناطق المحيطة بها قبل عام أمر مأساوي لا يمكن وصفه بالكلمات؛ جميع الأسر المتضررة التي التقيت بها لا تزال تبكي ذويها ممن فقدوا أرواحهم.

وتعرضت مدينة درنة والمناطق المحيطة لأضرار فادحة وواسعة النطاق، حيث جرفت الفيضانات أحياء بأكملها ودمرت مدارس وأسواق وبنيات تحتية عامة، مؤدية في طريقها إلى مقتل واختفاء الآلاف من الأشخاص ونزوح آلاف آخرين من منازلهم.

Shares: