قال عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي، إن تأجيل توقيع اتفاق نهائي بين مجلسي النواب والدولة بشأن أزمة المصرف المركزي، جاء بسبب انسحاب ممثل مجلس الدولة.

وأضاف العرفي في مداخلة هاتفية لقناة الوسط، أن هناك مقترحين تم وضعهما بهذا الاجتماع، الأول عودة الصديق الكبير وممارسته مهامه، لأنه يعرف استراتيجيات المصرف المركزي.

وتابع قائلا: لا يجب أن يغادر الكبير منصبه إلا بعد محاسبته عن كل درهم وكل دينار من أموال الليبيين، أين صرفت وأين ذهبت، لأننا تعودنا أن يأتي المسؤولون الليبيون، ويرتكبون كل جرائم النهب والسلب، ويرحلون من دون محاسبتهم.

وأوضح أن الخيار الثاني المطروح أمام الاجتماع هو تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة نائب المحافظ مرعي البرعصي، وبعضوية اثنين آخرين واحد من المنطقة الغربية، وواحد من فزان، لكنه لم يُقبل بسبب انسحاب ممثل مجلس الدولة ورفضه مناقشة المقترحين.

وأكد العرفي أن المجلس الرئاسي لا يريد بأي طريقة عودة الصديق الكبير، ويستند في هذا الأمر إلى مباركة المفتي المعزول الصادق الغرياني لهم، قائلا إن مجلس النواب ليس أمامه حاليًا إلا طلب نقل مقر المصرف المركزي إلى طبرق أو بنغازي.

وأفاد العرفي بأن المجلس الرئاسي لم يتحرك مطلقًا في مسألة المصالحة الوطنية الشاملة، ولم يفعل أي شيء سوى إصدار القرارات ثم سحبها، معتبرا أنه مجلس لا يؤتمن على مصلحة الليبيين.

وذكر أن مجلس النواب ينظر إلى المصرف المركزي الحالي في طرابلس على أنه موازي، فلا يعترف البرلمان إلا بالصديق الكبير محافظًا للمصرف، متابعا: ينبغي ألا تكون الأزمة بشأن المصرف أزمة كسر إرادات، ومن يفرض رأيه أولا، لأن هذا قوت الليبيين.

وواصل: حاولنا تحريك ملف المناصب السيادية بصورة كبيرة طيلة السنوات الماضية، ولكن المنطقة الغربية هي التي كانت تتمسك بالكبير الذين يريدون حاليًا الإطاحة به، مضيفا: مجلس الدولة أدخلنا في أنفاق مظلمة قد لا نستطيع الخروج منها، فنحن لا ندري مع من نتعامل.

واختتم بقوله: عدم إنهاء أزمة المصرف المركزي سيضع البلاد أمام خيارات غير مرضية للشارع أو للشعب، وقد تهدد وحدتنا كليبيين.

وتسبب النزاع حول السيطرة على مصرف ليبيا المركزي في اضطرابات واسعة لإنتاج البلاد من النفط، بعدما فعّل المجلس الرئاسي قرارا بتعيين مجلس إدارة جديد للمصرف برئاسة محمد الشكري وإقالة الصديق الكبير ومجلسه.

وينذر الصراع على إدارة المصرف بالتحول إلى أسوأ أزمة منذ سنوات في بلد يعد مصدّرا كبيرا للطاقة، لكنه منقسم منذ فترة طويلة بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب.

Shares: