أكدت صحيفة “مالطا إندبندنت” أن المآزق المستمرة في ليبيا ترجع إلى التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي “ناتو” في العام 2011.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن حلف الناتو جرد ليبيا من استقرارها السياسي ونفوذها بين الكيانات الدولية المعنية بتنسيق إنتاج النفط.

وحذرت من مساوئ عدم اكتراث الجانب المالطي بالأزمات المتسارعة في ليبيا، متوقعة عدم وصول البلاد إلى حالة تحقيق الحكم المستقر حتى في الأمد المتوسط.

وفي السياق، اتهم تقرير صادر عن المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية حلف الناتو والأمم المتحدة، بالمسؤولية عن الوضع الحالي في ليبيا نتيجة تدخله العسكري عام 2011.

التقرير أكد رزوح البلاد تحت وطأة 10 سنوات من الجمود الانتخابي والانقسام السياسي الشديد والاصطدام بالطريق مسدود، مرجعا فشل محاولات الأمم المتحدة لإنهاء كل هذا لعدم تمكن القوى المتنافسة على الانتخابات والنظام السياسي التعددي.

وشدد على أنه بعد مرور عقد على الإطاحة بنظام القائد الشهيد معمر القذافي لا تزال ليبيا تعاني من جمود انتخابي وانقسام سياسي حاد.

وأرجع التقرير هذا الوضع إلى عدة عوامل؛ منها فشل محاولات الأمم المتحدة في التوفيق بين القوى المتنافسة، والضعف الهيكلي في تصميم الاتفاق السياسي الذي أعطى الأولوية لإعادة التوحيد السياسي على حساب الإصلاحات الأساسية.

وتضمنت العوامل أيضا؛ التدخلات الخارجية التي حولت ليبيا إلى ساحة للتنافس الدولي، بالإضافة إلى انتشار الفساد والمحسوبية وسيطرة الميليشيات المسلحة.

ووفقا للتقرير تمتد مساحة التحديات الدائمة في ليبيا إلى ما هو أبعد من المأزق السياسي لتشمل فشل الحكم والصعوبات الاقتصادية وانتشار الفساد والمحسوبية وانتشار الميليشيات المسلحة وتسبب التدخل الخارجي في تحويل البلاد إلى مسرح للتنافسات الدولية.

وأكد على وجوب اتخاذ الأمم المتحدة موقفا أكثر جرأة في ليبيا والتي تشكل مثالا واضحا على التفكك المستمر للنظام العالمي، واصفا الحالة الليبية بالفريدة من نوعها إذ لعبت المنظمة الأممية دورا رئيسيا في تشكيل التكوين السياسي لم يتم بطريقة إيجابية مطلقة.

Shares: