أكد أحمد عبدالله العبود الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، أن عبد الرحمن ميلاد الملقب بالبيدجا يعتبر واحدا من أبرز مهربي البشر والنفط الدوليين.
وقال العبود خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “العربية الحدث”، إن البيدجا وقع عليه عقوبات دولية من مجلس الأمن؛ لأنه يرعى ويمول تهريب البشر، فضلا عن ممارسة انتهاكات بحق المهاجرين غير الشرعيين.
وأشار إلى ارتباط البيدجا بشبكة تهريب دولي تنشط في مالطا وجنوب إيطاليا، واصفا إياه بإمبراطور تهريب البشر، ولديه تشكيلات مسلحة ترتبط ارتباطا وثيقا بحكومة الدبيبة، وكان طرفا رئيسيا في الاشتباكات التي حدثت مؤخرا في مدينة الزاوية.
واستكمل العبودي، أن القضاء أصدر بحقه مذكرة توقيف تأسيسا على ما قدمه المجلس الرئاسي الذي أصدر أمرا تنفيذيا بإلقاء القبض عليه والتحقيق معه في الاتجار البشر، والانتهاكات التي ارتكبها في مراكز اعتقال المهاجرين غير الشرعيين.
ورجح أن يكون قد قتل بسبب رفضه للقرارات التي أصدرها مؤخرا المجلس الرئاسي، فضلا عن تورطه في الاشتباكات الأخيرة بمدينة الزاوية، حيث ينتسب وتتمركز مليشياته، والتي تعد خارج السيطرة وتعمها الفوضى.
كما أردف الباحث أن هناك أسباب أخرى تتلخص في الخلاف بينه وبين خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” وعبدالله اللافي عضو المجلس الرئاسي وكلهما ينتميان إلى مدينة الزاوية، غير أن حكومة الدبيبة وبفضل الضغوطات الدولية بدأت في مكافحة الجريمة المنظمة.
وتوقع حدوث انعكاس كبير على المشهد الأمني في العاصمة نتيجة لاغتيال البيدجا يضاف إلى حالة الارتباك التي سببتها قرارات الرئاسي الأخيرة والاشتباكات في مدن تاجوراء والزاوية وزوارة.
واغتال مسلحون مجهولون، مساء أمس الأحد، آمر الأكاديمية البحرية التابعة لحكومة الدبيبة، “البيدجا”، والذي ارتبط اسمه بتهريب البشر والنفط، بعد استهداف سيارته رمياً بالرصاص في منطقة صياد غرب العاصمة طرابلس، في حادثة أثارت توّتراً أمنياً في مدينة الزاوية.
وكان “البيدجا” ضابطاً في خفر السواحل التابع لحكومة الدبيبة قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية، لكنه واحد من أبرز وأخطر المهربين خاصةً في مدينة الزاوية، حيث اكتسب شهرة واسعة عابرة للحدود، بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين وتورطه في إغراق مراكبهم في عرض البحر فضلاً عن قيامه بعمليات تهريب النفط.
ويتزعم “البيدجا” ميليشيا مسلّحة تنشط في منطقة الزاوية، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.
وبعد اعتقاله من حكومة الوفاق في أكتوبر 2020 لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، تم إطلاق سراحه في أبريل 2021، بعد أن تسبّب توقيفه في توترات أمنية في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وشكوكاً حول مصداقية القضاء وصرامته في مواجهة الجريمة المنظمة.
وعلى خلفية مقتله رمياً بالرصاص، خرجت تحشيدات عسكرية في مدينة الزاوية، كما أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو طرابلس، كما تمّ إغلاق الطريق الساحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق والكشف عن المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة.