تناولت صحيفة العرب اللندنية واقعة تعليق مصرف ليبيا المركزي جميع أعماله بسبب اختطاف مدير تقنية المعلومات مصعب مسلّم من قبل جماعات مسلحة.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، بأن الفوضى في ليبيا وصلت إلى المصرف المركزي الذي ظل لسنوات بمنأى عن الصراعات الداخلية وبقي المؤسسة الوحيدة تقريبا التي توحد جميع الليبيين، رغم الاتهامات التي كانت تطاله بالانحياز إلى تيار الإسلام السياسي.
وبحسب التقرير، يرجح متابعون أن تتفاقم أزمة مصرف ليبيا المركزي خلال الأيام القادمة كنتيجة حتمية للصدام الحاصل بين رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة ومحافظ المصرف الصديق الكبير.
وأضاف التقرير أن هذا الصراع انعكس سلبا على الوضع المالي والاقتصادي في البلاد وأعاد رسم التحالفات والتوافقات وفق الحسابات والمصالح مع هذا الطرف أو ذاك.
وذكر أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يجد نفسه معزولا بسبب تحالفه مع الدبيبة للإطاحة بالكبير دون قراءة واقعية لموقف العواصم الغربية منه والتي تلتقي تماما مع موقف مجلس النواب في دعم الكبير واستنكار محاولات عزله أو التضييق عليه.
وأشار التقرير إلى تلقي عدد من كبار الموظفين بالمصرف المركزي تهديدات بالاختطاف، وهو ما ربطه مراقبون بمحاولة السيطرة على المصرف من قبل جهات مقربة من الدبيبة نجحت في جر المجلس الرئاسي إلى تصادم مباشر مع مجلس النواب.
ولفت إلى اتخاذ الأمور مسارا مختلفا الفترة الماضية؛ فبينما تراجعت علاقة الصديق الكبير مع حكومة الدبيبة بسبب توسعه في الصرف، تحسنت العلاقات بين الكبير والسلطات شرق ليبيا.
وتابع أن هذا التحسن اتضح أكثر بإعادة البرلمان تكليفه بشغل المنصب بعد إقالته أكثر من مرة على مدى السنوات الماضية، في حين صوت المجلس الرئاسي الأحد لصالح إقالته وتعيين محافظ جديد.
ووفقا للتقرير، قاد ذلك إلى تحسن العلاقات بين السلطات شرق ليبيا والولايات المتحدة التي دعمت الفترة الماضية اقتسام الميزانية بالتساوي بين حكومة الدبيبة وحكومة أسامة حماد في بنغازي.
كان المصرف المركزي قال إن جهة مجهولة اختطفت مدير تقنية المعلومات مصعب مسلّم من أمام بيته بحي الأندلس في طرابلس صباح الأحد، مؤكدا أنه لن يستأنف العمل حتى يتم الإفراج عن الموظف وإعادته إلى أسرته سالما وإيقاف مثل هذه الممارسات.