دعما للحكومة الموازية، أم قلقا متزايدا من سحب البساط من تحت أقدامها، اعترضت حكومة عبد الحميد الدبيبة، على استقبال الحكومة المصرية لنظيرتها في شرق البلاد والمكلفة من البرلمان.
يذهب البعض إلى أن مصر تستهدف تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع شرق البلاد، لاسيما صندوق الإعمار، في ظل احتدام التنافس بينها وبين الدول الجديدة التي دخلت على خط البناء والتعمير في ليبيا.
بعض المراقبين يرون أنها ربما تستهدف هذه الزيارة تنفيذ المقاربات التي حدثت على مسار العلاقات المصرية التركية، والتي أبرزت محور التعاون والتنسيق والانفتاح على المعسكر الشرقي، أو مؤشرا على بداية نهاية الاعتراف الدولي بحكومة الدبيبة.
من جهته، قال الصحفي علاء فاروق، إن مصر لم تتواصل من قبل مع حكومة أسامة حماد المكلفة من البرلمان.
واعتبر الصحفي المصري، أن القاهرة تتواصل للمرة الأولى مع حكومة أسامة حماد، معربا عن دهشته، من ردة فعل حكومة الدبيبة حول هذا التواصل، لا سيما أن هناك العديد من السفراء والمسؤولين التقوا بحكومة حماد، دون أن يطالب الدبيبة بطردهم.
وأرجع فاروق سبب لقاء الحكومة المصرية، مع حكومة حماد إلى تحقيق مصالح القاهرة الاقتصادية، لاسيما ملف شركات إعادة الإعمار والتي تدر لمصر ما يقرب من 4 مليارات دولار.
وشدد على أن مصر استهدفت زيادة حصتها من صندوق إعادة الإعمار، خصوصا بعد دخول تركيا والصين وغيرهم إلى هذا الملف.
وأردف علاء فاروق بأن هناك نتائج إيجابية من هذا التواصل جراء التقارب المصري التركي، ما يعني أنهما قرب وجهات نظرهما حول بليبيا.
وذكر أن أحد أهم الملفات الموجودة على أجندة الدولتين فيما يتعلق بليبيا، هو اتفاق البلدين على الانفتاح أكثر على المعسكر الشرقي.
واعتبر أن بلاده، قد تحصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف القوى الدولية الفاعلة في الملف الليبي، بأنه يمكن أخذ خطوة للأمام بشأن حكومة أسامة حماد.
واستبعد حدوث “قطيعة” بين حكومة الدبيبة والحكومة المصرية، ولكن مجرد احتجاج عبر الخارجية.
ورجح الصحفي المصري، أن تكون الزيارة مرتبة في الأصل لبلقاسم حفتر المسؤول عن صندوق الإعمار، إلا أن حماد أراد إضفاء الشرعية على حكومته فزار القاهرة للحديث عن شركات الإعمار.
وأفاد بأن القاهرة تتعامل مع سياسة الأمر الواقع؛ بمعنى أنها في الإطار تريد التنسيق بشأن شركات الإعمار وهذا ما لا يتعارض مع حكومة الدبيبة.
وأكد أن هناك اتصالات تجرى على أعلى مستوى بين الجانب المصري وحكومة الدبيبة لاسيتضاح لماذا أقدمت القاهرة على استقبال أسامة حماد.