لا تزال أصداء إرسال المواطن الأمريكي خليفة حفتر بعض مليشياته إلى جنوب غربي البلاد يثير الجدل حول طبيعة أهداف هذه الأرتال في هذه المنطقة الحدودية مع دولة الجزائر، والتي تطفو فوق بحر من الغاز والنفط.
بعض المراقبين رأى أن قوات حفتر تنفذ ما تريده روسيا من السيطرة على هذه المناطق لتحقيق منافع اقتصادية، وأخرى سياسية، لكن كثيرين رأوا أن حفتر تراجع عن إحكام قبضته الأمنية على هذه المناطق، خشية ردت الفعل الدولية والمحلية أيضا.
وبدوره، نفى أحمد المسماري، الناطق باسم مليشيات حفتر، تحرك عناصره إلى جنوب غربي البلاد بهدف السيطرة والانتشار.
وأكد المسماري في حوار تلفزيوني أجراه لفضائية “العربية الحدث” أمس الأحد، أن قوات حفتر متواجدة في هذه المناطق منذ يناير 2019، وأن التحركات الأخيرة تأتي في إطار دعم المناطق العسكرية.
وزعم أن عناصر حفتر “تحرس” الحدود في الجنوب الغربي، سواء على جزء من الحدود الجزائرية، حدود النيجر، وحدود تشاد، وخاصة بعد التحديث الأخير الذي طرأ على بعض المكونات في قوام العناصر وقياداتها.
وأوضح المسماري أنهم أعدوا خططا عسكرية للعناصر التي “تحرس الحدود” بشكل جيد، بدعم النقاط ودراسة الموقف على الأرض، ومساندة القوات التي تقوم بحماية الحدود.
وشدد على أن مليشيات حفتر في تلك المناطق ولم يخرجوا منها، ولكن ماحدث هو فقط إرسال دعم لهذه القوات، نافيا كون مليشيات حفتر، أداة في يد روسيا لتحقيق مطامعها في السيطرة على غدامس.
وأكد المسماري أن غدامس مدينة ليبية خارج مخططات حفتر، وليست هدفا استراتيجيا باعتبارها بعيدة عن مقراته وعن مناطق المسؤولية لحفتر.
واتهم من أسماهم المشوشين على الوضع العام في ليبيا، باختراع هذه الأخبار؛ لأنهم يريدون زعزعة الأمن والاستقرار ويريدون خرق وقف إطلاق النار، على حد قوله.
واستطرد: “نحن لا زلنا ملتزمون بوقف إطلاق النار منذ أكتوبر 2022، ولا زلنا نعمل على المحافظة على هذا هذه الخطوة الإيجابية، ولدينا حوارات ونقاشات مع زملائنا في المنطقة الغربية”.
وذكر المسماري أن هناك حملة إعلامية كبيرة جدا حاولت تشويه تحركات الأرتال العسكرية، وغايتهم ومستهدف كلامهم هو الحديث كثيرا عن المنطقة الجنوبية الغربية.
وتابع بالقول أنهم لا يتحدثون عن المنطقة الجنوبية الشرقية التي ذهبت لها قوات أخرى لتقديم الدعم الإنساني للاجئين السودانيين، وتقديم الدعم لأهالي الكفرة، جراء السيول والفيضانات الهائلة التي تتعرض لها في هذه الأيام.
كما أكد الناطق باسم حفتر، أنهم ملتزمون أمام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي والبعثة الأممية، بقرار وقف إطلاق النار والالتزام بالخطوط القتالية الحالية، مبينا أن هذه التحركات العسكرية لا تستهدف أي مدينة أو أي مكون آخر.
وشدد المسماري على ضرورة تأمين الشركات التي تقوم بالإعمار والبناء والتنمية سواء في مناطق الجنوب، أو مناطق الشرق، أو مناطق الجنوب الغربي.
ورأى أن كل ما تردد حول هذه العملية هي عبارة عن شائعات وصفها بالمغرضة والأكاذيب تناولتها بعض الصفحات وبعض القنوات، وحتى بعض الساسة، وفق قوله.
ونفى المسماري، وجود تواصل مع أسامة جويلي آمر المنطقة الغربية العسكرية، إلا في نطاق وحوار لجنة 5 + 5 العسكرية، مشيرا إلى أن هذا العمل يقع في إطار عمل اللجنة فقط.
ولفت إلى سعي عناصر حفتر إلى توحيد المؤسسة العسكرية، للخروج من مأزق المؤامرة التي حيكت للبلاد ولا سبيل للخروج منها إلا باتحاد المؤسسات، على حد تعبيره.
واستعرضت مليشيات حفتر قبل يومين، اصطفافا عسكريا أثناء توجهها إلى الحدود الجنوبية بحجة تأمينها لكن الخطة تستهدف تمكين مرتزقة فاغنر الروس، لترد عليها غالبية التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية بإعلان النفير العام.
وبعد الانتقاد الواسع الذي صاحب تحركات مليشيات حفتر، سارعت رئاسة أركان قوات البرية إلى إصدار بيان مرئي للتعتيم على السبب الحقيقي لتحشيداتها العسكرية في المنطقة الجنوبية.
وزعم البيان أن التحشيدات العسكرية تهدف لتأمين الحدود مناطق الجنوب الغربي لليبيا، وبالتحديد مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ، متحججا بالوضع في دول الجوار التي تشهد توترا أمنيا ملحوظا ومخافة نشاط الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر.
كما شن البيان هجوما على منتقدي تحركات مليشيات حفتر في الجنوب، متهما إياهم بالابتزاز السياسي الرخيص للحصول على الدعم وفتح باب الفساد؛ بهدف التغطية على الأسباب الحقيقية للتحشيدات.