وضع أمني مضطرب يعكس حالة التصعيد العسكري المرتقب الذي قد يؤثر على الاستقرار في المنطقة، ومن لؤلؤة الصحراء “غدامس” الكل يحبس أنفاسه ويترقب متى سينشب الصراع العسكري ومن سيشعل شرارته الأولى.

وتشير التقارير إلى تزايد حالة القلق بين أهالي المدينة التي كانت تنعم بالهدوء من حالة الاستنفار التي أعلنها المواطن الأمريكي حفتر، وكذلك رئاسة أركان حكومة الدبيبة والمليشيات المتحالفة معه.

بعض المراقبين، يرون أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في الصراع ما قد يستدعي تدخلا من المجتمع الدولي.

وبدوره، قال محمد الأسمر الباحث السياسي والاستراتيجي، إن هناك حاجة ماسة للتحركات العسكرية لقوات حفتر، نظرا لما تفرضه المتطلبات الإقليمية في المنطقة، وكذلك بوادر مناوشات عسكرية بدأت ديسمبر الماضي.

وأضاف الأسمر خلال تصريحات متلفزة عبر فضائية “العربية الحدث” أمس الجمعة، أن هذه البوادر وصلت ذروتها مطلع الشهر الجاري، خاصة بعد تحرك مليشيا 444، وكلها عوامل دفعت عناصر حفتر للاتجاه لغدامس.

وأشار إلى أن أعيان المنطقة والمجلس البلدي للمدينة، تعرضوا لهذه القوة وطالبوا مساندة المواطن الأمريكي خليفة حفتر لهم، مبينا أن هذه التحركات لن تنتهي عند غدامس فقط، وإنما ستشمل مناطق أوباري، تراغن، زلة، والشاطئ.

وأوضح الأسمر، أن هناك متطلبات إقليمية، ولا سيما الصراع في منطقة الساحل والصحراء، وتحديدا في إقليم أزاود بمالي والتي كانت على أشدها خلال الشهر الماضي.

وذكر أن هذه القوات المدعومة من قوات فاغنر الروسية تكبدت خسائر فادحة، وتحاول الآن السيطرة على المنطقة وصولا إلى تنز وتين شمال مالي على الحدود الجزائرية.

وحذر الأسمر من مغبة تمدد الصراع حال حصار قوة أزواد لها، وتسرب بعض هذه القوات المتقاتلة إلى ليبيا كما حدث في عامي 2017، 2018، وبالتالي هذا يستدعي حالة النفير.

كما أضاف أن المبعوث الأممي السابق، عبدالله باتيلي، كان قد رصد أكثر من 40 ألف مسلح موجودين في الجنوب نتيجة للأحداث الواقعة في بلدانهم.

ورأى أن هذه التحركات لها مشروعيتها في ضوء إفساد مليشيا 17 لاتفاق ديسمبر بخصوص تأمين التحركات والتحشيدات التي قامت بها المليشيات من مصراتة إلى طرابلس، تتطلب سيطرة قوة “نظامية”، على حد تعبيره.

واستعرضت مليشيات حفتر أول أمس، اصطفافا عسكريا أثناء توجهها إلى الحدود الجنوبية بحجة تأمينها لكن الخطة تستهدف تمكين مرتزقة فاغنر الروس، لترد عليها غالبية التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية بإعلان النفير العام.

وبعد الانتقاد الواسع الذي صاحب تحركات مليشيات حفتر، سارعت رئاسة أركان قوات البرية إلى إصدار بيان مرئي للتعتيم على السبب الحقيقي لتحشيداتها العسكرية في المنطقة الجنوبية.

وزعم البيان أن التحشيدات العسكرية تهدف لتأمين الحدود مناطق الجنوب الغربي لليبيا، وبالتحديد مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ، متحججا بالوضع في دول الجوار التي تشهد توترا أمنيا ملحوظا ومخافة نشاط الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر.

كما شن البيان هجوما على منتقدي تحركات مليشيات حفتر في الجنوب، متهما إياهم بالابتزاز السياسي الرخيص للحصول على الدعم وفتح باب الفساد؛ بهدف التغطية على الأسباب الحقيقية للتحشيدات.

الأسمر: هناك متطلبات إقليمية وبوادر مناوشات عسكرية تحتم وجود حفتر في غدامس

Shares: