فصل جديد من الانقسام السياسي والرغبة في البقاء بالمنصب، تمثل في الخلافات بين الرئيس السابق للمجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الاستشاري للدولة“، خالد المشري، وبين الرئيس المنقضية ولايته محمد تكالة.
الخلافات جاءت حول نتيجة انتخابات رئاسة المجلس بعد الانتهاء من فرز الأصوات الصحيحة وقرب إعلان فوز المشري، بفارق صوت واحد، لكن تكالة رفض قبول النتيجة وأصر على إعادتها في 18 أغسطس الجاري أو إحالة الأمر برمته إلى المحكمة العليا.
ورقة ملغاة كتب على ظهرها اسم تكالة، تتسبب في هذا الجدل، حيث يطالب عدد من النواب باحتساب الورقة لصالح تكالة، وبالتالي يتعادل الاثنان ويذهبان لجولة ثانية، وآخرين يرون فوز المشري، فيما يطالب فريق ثالث بإحالة الورقة إلى الإدارة القانونية للبت بشأنها.
واستنكر طارق حمودة الحقوقي والناشط السياسي، ما حدث في انتخابات مجلس الدولة الاستشاري، متسائلا لماذا لم يتم إثارة جدل الورقة الملغية قبل اكتمال العد؟
وأضاف حمودة، خلال تصريحات متلفزة عبر فضائية “بوابة الوسط” أمس الثلاثاء، أن هذه المسألة تثير الشبهات حول هذه الانتخابات.
وأشار إلى أن المحكمة العليا جهة غير مختصة بالفصل في هذا اللغط الذي أثاره أنصار تكالة بعد فوز المشري بفارق صوت واحد.
وحول دور المجتمع المدني، في التدخل من أجل التعبير عن رفضه لما يحدث، أوضح حمودة، أن دوره أصبح لا يتعدى إصدار البيانات؛ لأنه يتعرض للتهديد والوعيد في حال تسجيل اعتراضهم على أي شيء.
واستطرد في ذات السياق، بأن القوة على الأرض هي لمن يحمل السلاح؛ لذلك فالمجتمع المدني لا يستطيع إلا أن يصدر بيانا أو إدانة.
وحذر الناشط السياسي، من مغبة ما حدث في انتخابات الاستشاري للدولة، حيث ستزيد حدة الصراعات التي ستُنقل إلى الشارع.
وأكد أن ما حدث في انتخابات الاستشاري أمس، تدل على أن هؤلاء الأعضاء لا يعيرون أهمية للشعب وإلا لما كانوا تبادلوا الاتهامات فيما بينهم على الهواء مباشرة وأمام الليبيين.
ورأى حمودة، أن هدف إثارة هذا الجدل، هو إطالة الوقت لعدم المضي قدما في تشكيل الحكومة الجديدة وإدخال البلاد في أتون صراعات جديدة.
وعقد أمس الثلاثاء، المجلس الاستشاري للدولة جلسة عامة لانتخاب الرئيس الدوري للمدة النيابية القادمة، بحضور 139 عضوا، في ظل مواجهة بين الرئيس السابق خالد المشري والمنتهية ولايته محمد تكالة.
وانطلقت الجلسة بالتصويت لـ3 مرشحين هم: تكالة، والمشري، بالإضافة إلى رئيس اللجنة القانونية بالمجلس عادل كرموس، قبل أن تُحسم الجولة النهائية بين الأول والثاني.