أفادت صحيفة الجارديان البريطانية، بأن الإغلاق الأخير لحقل الشرارة، وبالتالي خفض إنتاج النفط، إنما يعكس هشاشة الوضع الداخلي، والتعقيدات السياسية لصناعة النفط في ليبيا.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن الحلقة الأخيرة في حقل الشرارة تظهر كيف يمكن لبعض القادة السياسيين في ليبيا استخدام تهديد إغلاق المنشآت النفطية لفرض أجنداتهم الشخصية والسياسية.
وأضافت أن ليبيا الغنية بالنفط، أصبحت حبيسة موقف غريب، حيث يتعين عليها استيراد معظم وقودها، والذي يجرى بيعه محليًا بأسعار مدعومة، ما يشجع المهربين على بيع الوقود المدعوم مرة أخرى إلى الأسواق الأوروبية لتحقيق ربح.
وأكدت الصحيفة أن موالين للمواطن الأمريكي خليفة حفتر حاولوا إغلاق حقل الشرارة، الذي تديره شركة ريبسول الإسبانية، ردا على صدور مذكرة توقيف من قبل إسبانيا بحق نجله بسبب تهريب الأسلحة.
وأشارت إلى توقيف صدام حفتر في مطار نابولي بإيطاليا لمدة ساعة تقريبا، الجمعة الماضية، بعدما ظهر اسمه في قاعدة البيانات الأوروبية المشتركة، وجرى استجواب صدام من قبل السلطات الإيطالية لعلاقته بالاتهامات الإسبانية، لكن دون توقيفه.
ونقلت الصحيفة البريطانية نفي رئيس حراك فزان، بشير الشيخ، مسؤوليته عن إغلاق حقل الشرارة، لكنه أكد أن صدام حفتر أعطى أمرا فوريا عبر الهاتف الحقل ردا على محاولة اعتقاله في إيطاليا، استنادا على مذكرة اعتقال صدرت بحقه في إسبانيا.
وتطرقت إلى تصريحات المبعوث الأممي السابق عبدالله باتيلي، التي قال فيها إن ليبيا أصبحت دولة مافيا تهيمن عليها العصابات المتورطة في أنشطة التهريب، وأصبحت البلاد سوقا مفتوحة للسلاح، الذي يستخدم في التنافس السياسي.
واعتبرت الصحيفة أن التصريحات المتكررة من قبل السياسيين في شرق وغرب ليبيا بأنهم على بعد خطوات قليلة من الموافقة على إجراء انتخابات رئاسية أو على استعداد لتشكيل حكومة وحدة، كاذبة.
ولفتت إلى العلاقات الوثيقة التي تربط حفتر وروسيا، مستشهدة بتقرير سابق نشره المجلس الأطلسي، قال إن ليبيا الآن بمثابة مركز حاسم لمهمة موسكو في أفريقيا بسبب موقعها الجغرافي وغياب الاستقرار السياسي داخلها.
وأعلنت مؤسسة النفط أمس الثلاثاء، أنها بدأت في خفض الإنتاج النفطي تدريجيا في حقل الشرارة، وأرجعت السبب إلى تظاهرات في الموقع، دون التطرق إلى السبب الحقيقي وراء الأزمة والمتمثل في قرار صدام حفتر بإغلاق الحقل النفطي.