نقاشات عديدة وحالة حوار إعلامي كبير، تُطرح خلالها التساؤلات حول البعثة الأممية لدى ليبيا، وعن جدوى برامجها المختلفة التي تتغير بتغير مبعوثيها أو بالأحرى “موظفيها”.
في الوقت نفسه تطال البعثة اتهامات بتجاوز حدود الدور المنوط بها، وتجاوز لما يريده الليبيون أنفسهم، وآخرها يتمثل في تجميد الأوضاع لما عليه الآن لحين الانتهاء من الانتخابات الأمريكية.
وما بين اتهامات بعرقلة الأطراف الليبية لإيجاد حل ليبي ــ ليبي، إلى عقد الصفقات مع الدول الفاعلة في الملف الليبي، تتعقد إجابات الأسئلة التي تطرح بشأن دور البعثة الأممية، وحجم الإنجاز وكذلك الإخفاقات التي حققتها على مدار السنوات السابقة منذ دخولها المعترك الليبي وحتى الآن.
وقال إبراهيم الغرياني، عضو المؤتمر الوطني سابقا، إن البعثة الأممية بعد استلام سيفاني خوري مهامها كمبعوث بالإنابة تسير ببطء كبير.
واعتبر الغرياني، خلال تصريحات متلفزة عبر برنامج “هنا الحدث” المذاع على فضائية “ليبيا الحدث” اليوم الجمعة، أن خوري ليس لديها برنامج واضح لإدارة الأزمة في البلاد، أو خطة سياسية تصل بالليبيين إلى مرحلة الانتخابات.
وأضاف أن خوري تقوم بزيارات عديدة لكن دون أن تقدم أي جديد، وحتى إحاطتها الأولى أمام مجلس الأمن كانت عبارة عن سرد لما هو موجود دونما التطرق لخطتها لإيجاد حل سياسي يرتضيه الليبيون.
ورأى عضو الوطني السابق، أن البعثة أصبحت عامل تثبيت للوضع الراهن دون وجود تصور لما يمكن تقديمه فعليا.
واستعرض الغرياني، أداء المبعوثين السابقين، مؤكدا أن الانقسام السياسي وسيطرة الأطراف المتشددة طرابلس ظهر نهاية قيادة طارق متري للبعثة في ليبيا.
وذكر أن المبعوث الأممي الرابع برناردينو ليون، أنتج اتفاق الصخيرات بما فيه من عيوب تعاني منها ليبيا حتى اليوم، واصفا مارتن كوبلر المبعوث الذي عينته الأمم المتحدة خلفا لليون بالسيئ.
وعرج الغرياني إلى مرحلة غسان سلامة المبعوث السادس للبعثة الأممية في ليبيا، وقال إنه أنتج المجموعة الدولية الداعمة لليبيا، كما أنتج مجموعة 5+5، وكان يمكن أن يصل إلى حل.
واستكمل في السياق ذاته، مؤكدا أن سيتفاني ويليامز التي جاءت خلفا لسلامة، أنتجت حوار جنيف ومالاترتب عليه من تشكيل حكومة الوحدة المعترف بها دوليا.
وشبه ستيفاني خوري، بالمبعوث الخامس مارتن كوبلر، قائلا: نفس المشهد يكرر نفسه مرة أخرى.