أفادت صحيفة العرب اللندنية، بأن وقوف الولايات المتحدة على الحياد بخصوص الأزمة الليبية أضر البلدين، معتبرة أن واشنطن بمقدورها فعل الكثير لمواجهة التمدد الروسي الذي يهدد مصالحها الاستراتيجية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أنه بعد مرور 10 سنوات تعمل إدارة الرئيس جو بايدن مع الكونغرس للعودة وإرساء وجود مبدئي في العاصمة طرابلس في حين أعادت معظم البلدان سفاراتها خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشار التقرير إلى مجرى السياسة الأمريكية على مرّ العقد الماضي، وتحديداً أثناء إدارتَي دونالد ترامب وبايدن، والتي تبرز ثلاثة اتجاهات ثابتة؛ هي الدعم غير الكافي للعملية السياسية للأمم المتحدة القاضية بإعادة الشرعية للقيادة السياسية في ليبيا.
وذكر أن الاتجاه الثاني يتضمن المناشدات المتكررة للمواطن الأمريكي خليفة حفتر، للمشاركة في العملية السياسية، وثالثاً والأهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة، قلة اهتمام واضحة بالوجود الروسي المتزايد في ليبيا.
ولفتت الصحيفة إلى تقرير نشره المجلس الأطلسي بأن ليبيا لم تكن يوماً على رأس أجندة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ولا على أجندات السياسة الخارجية الأخرى لواشنطن.
تقرير المجلس الأطلسي أفاد بأنه إذا أولت الولايات المتحدة مستوى أكبر من الاهتمام والمشاركة، فستتمكن من شق طريق واسعة نحو تحقيق الاستقرار في بلد قادر على نفع جيرانه والمنطقة من خلال الإدارة السليمة لثروته النفطية واستثمار المليارات من الدولارات التي لا تزال مجمدة.
وتطرق التقرير إلى الأهداف الروسية في ليبيا، قائلا إن موسكو تسعى إلى الوصول إلى ميناء في ليبيا وقواعد جوية لمراقبة حلف الناتو في البحر المتوسط ومعبر يأخذها إلى حلفائها في منطقة الساحل.
وختم التقرير بأن الاستثمار بشكل أكبر في الساحة المحلية الليبية المتجمدة يشكل جزءاً من استراتيجية مواجهة روسيا في ليبيا، ولن يضع حفتر عند حدّه سوى حكومة أكثر شرعية تفرض مبادئها القومية.