قال المحلل العسكري عادل عبد الكافي، إن تحركات مليشيات حفتر الأخيرة في الشويرف والجنوب تأتي ضمن مساعي روسيا لإجهاض المشروع الأمريكي لتكوين قوة مشتركة من الشرق والغرب لتقليص نفوذها في ليبيا وأفريقيا.
وأضاف عبد الكافي في تصريحات نقلتها منصة صفر، أن القوة المشتركة تتولى مراقبة الحدود الجنوبية، حيث يتمركز الفيلق الروسي الأفريقي في قواعد عسكرية بالجنوب منها الجفرة وبراك وتمنهنت والويغ وغيرها، وينصب معدات توجيه على الحدود مع النيجر.
وأوضح أن روسيا تواصل إرسال إمدادات الأسلحة والوقود إلى مليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي في السودان، وإلى مرتزقتها في النيجر ومالي وتنقل المخدرات منهما عبر طائرات إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا.
وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.