سلطت صحيفة النهار اللبنانية الضوء في تقرير لها بعنوان: منظومة الكهرباء تتداعى.. ليبيا النفطية غارقة في الظلام، على أزمة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة على غالبية المدن الليبية، رغم أن البلاد تمتلك احتياطيات نفطية تؤمن لها عدم انقطاع التيار.
وأفادت الصحيفة، في تقرير لها، بأنه رغم تصدر ليبيا قائمة أكبر دول أفريقيا امتلاكاً لاحتياطيات نفطية مؤكدة، وتمتاز بقلة عدد سكانها مقارنة بمساحتها، إلا أنها تشهد خلال السنوات الأخيرة أزمة انقطاع للكهرباء تتفاقم مع فصل الصيف كل عام.
وأوضح التقرير أنه على مدى الأسبوعين الماضيين زادت حدة الأزمة، خصوصاً في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، حيث وصلت فترات انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 10 ساعات يومياً، الأمر الذي عزته حكومة البرلمان إلى قطع في كابلات رئيسية مسؤولة عن إمداد المدينة بالكهرباء، خلال أعمال حفر “عشوائية”.
ونقل التقرير عن الناشط في مدينة سبها عبد الجليل المهداوي، قوله إن أغلب أحياء مدينته التي تتميز بالطبيعة الصحراوية وترتفع فيها درجات الحرارة بمعدلات قياسية، تعاني انقطاعاً مستمراً في الكهرباء وضعف التيار، ما يؤثر في انتظام عمل الأجهزة الكهربائية ومضخات المياه التي تعمل على رفع المياه من الآبار، والتي يعتمد عليها سكان الجنوب للاستهلاك المنزلي والزراعي، بالإضافة إلى تربية المواشي والطيور.
ورأى أن أبرز أسباب هذه الأزمة يعود إلى تهالك الشبكة العامة للكهرباء، ما يؤدي إلى تعطلها باستمرار نتيجة الأحمال الزائدة، قائلا إن السلطات المعنية لم تعمل على حلول جذرية للأزمة المستمرة منذ سنوات وتكتفي بإصلاح الأعطال التي تقع.
كما نقل التقرير عن أستاذ الهندسة الكهربائية توفيق المنفي، الذي أرجع أزمة انقطاع الكهرباء في ليبيا إلى عوامل عدة؛ فمن ناحية هناك عجز يصل إلى ما يقارب الـ25 في المئة في إنتاج الكهرباء عن معدلات الاستهلاك، خصوصاً في فصل الصيف.
وأكد أن شبكة نقل الكهرباء تحتاج إلى صيانة وتغيير لكوابل الضغط العالي والمتوسط، إذ إنها باتت لا تتحمل زيادة الأحمال كل عام، كما أن منظومة توزيع الكهرباء تحتوي على بعض السلبيات وتحتاج إلى معالجة، إذ إنها لا تمتلك كوابل ومحطات احتياطية تسمح بالمناورة في الحالات الطارئة والحوادث.
وذكر المنفي أيضاً، أن مناطق التحكم في كهرباء ليبيا لا تعمل وفق منظومة إلكترونية مثل دول العالم بل تعمل يدوياً، الأمر الذي يسبب مشكلات وأعطالاً، قائلا: كانت هناك خطة للتحول إلى المنظومة الإلكترونية قبل عام 2011 لكن بعد أحداث فبراير توقفت.
وأضاف أنه رغم الموازنة الضخمة التي تحصل عليها شركة الكهرباء، إلا أنها لم تهتم بتحديث المنظومة وتغيير المحطات والشبكات المتهالكة، مشدداً على ضرورة إلزام شركات المقاولات عدم الحفر من دون تصريح وتنسيق مع شركة الكهرباء، إذ إن انقطاع كوابل الضغط الأرضية حادث متكرر في ظل أعمال الحفر العشوائية.
وتعاني شبكة الكهرباء في ليبيا من أزمات عدة، أوصلتها إلى نقطة الانهيار منها غياب الصيانة، ونقص الوقود في محطات التوليد، وتعرض كابلات الضغط العالي والمتوسط إلى السرقات المتكررة، مما يتسبب في انقطاع التيار فترات طويلة ببعض المناطق تصل أحياناً بالأيام.