دعا معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى مواجهة التمدد الروسي في ليبيا بطرق أقوى من مجرد عقد اجتماعات دبلوماسية عرضية مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر وأبنائه، لمطالبتهم بلطف بعدم التحالف والتعاون مع موسكو.
وأفاد المعهد في سلسلة منشورات على منصة إكس، بأن هناك حاجة إلى استخدام أدوات سياسية ودبلوماسية واقتصادية أقوى وأكثر استدامة، مضيفا أن روسيا تستفيد من تاريخها الذي لم تكن فيه قوة استعمارية في أوروبا، وتستغله في حملاتها التضليلية.
وأشار إلى وجود توتر بين الولايات المتحدة والأوروبيين بشأن الهجرة من شمال أفريقيا، متابعا أن الشركاء الأمريكيين والأوروبيين يحتاجون إلى تنسيق الإجراءات بشكل أوثق، خاصة في ليبيا.
وأكد المعهد أن روسيا تعمل على تفاقم تدفقات الهجرة إلى أوروبا واستخدامها كسلاح، مبينا أن موسكو تتطلع إلى قيادة أزمة هجرة ذات شقين في الاتحاد الأوروبي من الجنوب والشرق.
وزعم أن غالبية الليبيين يقدرون المشاركة الأمريكية ويريدون المزيد، لكنهم أكثر تشككًا في التدخل الأوروبي في الشؤون الليبية، مستطردا بأن الولايات المتحدة تمتلك أدوات أفضل للمساعدة من روسيا أو الصين، ولكنها تحتاج إلى حشد الإرادة للمشاركة في هذه القضايا.
وباتت الأراضي الليبية ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة ودول الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى؛ حيث تسعى الأولى إلى تشكيل فيلق أمريكي أوروبي في ليبيا؛ لمواجهة تمدد الفيلق الإفريقي الروسي.
وأفادت مجلة “منبر الدفاع الإفريقي” بأن الكرملين يسعى لتحويل ليبيا إلى قاعدة ينشر منها الاستعمار الروسي، مضيفة أن روسيا تستغل ليبيا المقسمة سياسياً، وما تزخر به من ثروات طبيعية، للتمادي في بسط نفوذها في القارة، ولا سيما في منطقة الساحل.
وأوضحت المجلة الصادرة عن القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا “أفريكوم”، في تقرير لها، أن من يدير أعمال الكرملين في القارة هو “الفيلق الإفريقي”، وسيكون مقره في ليبيا، حيث تخطط منه لنشر شكل جديد من الاستعمار الروسي.
وأضافت أن روسيا تساند المواطن الأمريكي خليفة حفتر، منذ محاولتها مساعدته في الاستيلاء على طرابلس، مبينة أن الهدف الأول لفاغنر في ليبيا يتمثل في الاستفادة من عائدات النفط عبر قنوات غير مباشرة عن طريق دعم مليشيات حفتر.