نقلت قناة ليبيا بانوراما عن مصدر أمني من داخل قاعدة الوطية الجوية، تأكيده رصد طائرات مسيرة من نوع “إم كيو-4 سي تريتون” الأمريكية، في سماء القاعدة آواخر الشهر الماضي.

وأفادت القناة في تقرير لها، نقلا عن المصدر ذاته، بأن رصد الطائرة المسيرة “إم كيو-4 سي تريتون” فوق قاعدة الوطية آواخر يونيو الماضي لم يكن الأول من نوعه، ففي مطلع الشهر نفسه تم رصد المسيرة نفسها تقوم بأعمال استطلاع بهدف جمع صور تفصيلية ومعلومات استخباراتية فوق سماء طرابلس ومصراتة.

وأشار التقرير إلى عدم تعليق تركيا على أخبار الطلعات الجوية الأمريكية مع ورود الأنباء عن استمرار تجهيزات واشنطن لإرسال قواتها إلى ليبيا في القريب العاجل.

وجاءت هذه التحركات بعد أيام قليلة من تصريحات قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا “أفريكوم” مايكل لانغلي، الذي لمّح إلى أن واشنطن تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة وأن ليبيا قد تكون أحد الحلفاء، ونفى وجود أي نوايا أمريكية لنشر قواتها في البلاد.

وتتواجد قوات “أمينتوم” العسكرية الأمريكية في غرب ليبيا منذ أبريل العام الجاري، ومن غير المستبعد أن يعلن الأفريكوم عن نقل قواته من النيجر إلى طرابلس خلال اجتماع حلف الناتو الذي من المقرر أن ينعقد في الفترة بين 9-11 يوليو الجاري، وفق مراقبين.

ونقل التقرير عن عدد من الخبراء في الشأن الليبي قولهم إن واشنطن تبحث عن موطئ قدم لها في أفريقيا قريب من الدول التي تشهد حالة من التخبط السياسي والأمني، وتسعى واشنطن لمجابهة النفوذ الروسي المتنامي في إفريقيا، وستتخذ من غرب ليبيا مقراً لها.

ووجدت في ليبيا ضالتها والموقع الأمثل لها لكي تكون على مقربة من السودان الذي يشهد حرباً أهلية دخلت عامها الثاني، والنيجر التي أنهت اتفاقيتها العسكرية مع الولايات المتحدة وأخرجت 1000 جندي أمريكي من البلاد.

وباتت الأراضي الليبية ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة ودول الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى؛ حيث تسعى الأولى إلى تشكيل فيلق أمريكي أوروبي في ليبيا؛ لمواجهة تمدد الفيلق الإفريقي الروسي.

وأفادت مجلة “منبر الدفاع الإفريقي” بأن الكرملين يسعى لتحويل ليبيا إلى قاعدة ينشر منها الاستعمار الروسي، مضيفة أن روسيا تستغل ليبيا المقسمة سياسياً، وما تزخر به من ثروات طبيعية، للتمادي في بسط نفوذها في القارة، ولا سيما في منطقة الساحل.

وأوضحت المجلة الصادرة عن القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا “أفريكوم”، في تقرير لها، أن من يدير أعمال الكرملين في القارة هو “الفيلق الإفريقي”، وسيكون مقره في ليبيا، حيث تخطط منه لنشر شكل جديد من الاستعمار الروسي.

وأضافت أن روسيا تساند المواطن الأمريكي خليفة حفتر، منذ محاولتها مساعدته في الاستيلاء على طرابلس، مبينة أن الهدف الأول لفاغنر في ليبيا يتمثل في الاستفادة من عائدات النفط عبر قنوات غير مباشرة عن طريق دعم مليشيات حفتر.

Shares: