استبعد المحلل السياسي عز الدين عقيل، إجراء انتخابات في ليبيا، على اعتبار أن التجارب التي جرت في دول شهدت نزاعات مسلحة، تؤكد أن الانتخابات لم تجر بأي منها إلا عقب تسوية النزاع المسلح وزوال أسبابه.

وقال عقيل، في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية، إن الحديث عن الانتخابات هو مجرد ممارسة سياسية مخادعة من الدول المتدخلة عسكريا في ليبيا، والتي تخطط لجرها إلى حرب وكالة ضروس وليس لانتخابات.

ورأى صعوبة في إجراء الانتخابات بليبيا تلك الدولة التي تشكل أحد أهم مفاتيح الولوج إلى القارة الأفريقية، في ظل الوضع الراهن المشحون بالصراع الدولي العنيف المتصاعد على السيطرة على أفريقيا، بصورة باتت تهدد السلم والأمن الدوليين برمتهما، وليس ليبيا فحسب.

وشدد عقيل على أن وضع ليبيا تحت الوصاية، يعني عدم اعتراف الغرب عموما والأنجلوسكسون على وجه الخصوص، بأي مسار لا تكون الأمم المتحدة طرفا فيه عبر “البعثة الأممية” في ليبيا، في حين أن البعثة صارت شبه مغلقة بسبب وجود صعوبة لدى موسكو والصين بالتعامل معها بصورة موثوقة.

وذكر أن واشنطن لا تستعد اليوم لدعم انتخابات في ليبيا، بل لتشكيل ما تسميه بـ”الفيلق الأوروبي”، والذي سيكون بحسب مصادر دبلوماسية خليطا من المليشيات الليبية والشركات العسكرية الغربية الخاصة، لدفعه لإشعال حرب وكالة ضد الروس والصينيين في ليبيا.

وأوضح أن واشنطن لم تقرر ممارسة ضغوط شديدة على القادة الليبيين لإقرار ميزانية بهذا الوقت، إلا لأجل توفير التمويلات ليفلقها الذي تخطط لخلقه في ليبيا، وتمويل حرب الوكالة نفسها التى تستعد لخوضها في ليبيا.

وأفاد بأن واشنطن صارت اليوم على بعد ساعات من عقد اجتماع للناتو فوق أرضها بين يومي 9 و11 من الشهر الجاري لمناقشة هذا المخطط مع حلفائها، وذلك عقب أيام من عقدها لاجتماع في بتسوانا مع 30 وزير دفاع أفريقي، للبحث في كيفية “لجم النفوذ الروسي-الصيني” في القارة.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر 2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلا عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.

Shares: