أكدت الخبيرة القانونية ثريا طويبي، أن إصدار الهيئة العامة للأوقاف فتوى بعدم قبول شهادة متبعي مذهب الإباضية، يعتبر خروجا عن الاختصاصات التي أسندها له القانون.

وقالت طويبي، في تصريحات نقلتها منصة صفر، إن إصدار الفتاوى الشرعية ليس من اختصاص هيئة الأوقاف، ولا يجوز لها أن تخوض في فتاوى تؤدي إلى إثارة فتن دينية وتفكيك التناسق الديني والنسيج الاجتماعي للشعب الليبي الوسطي دينيًا.

وأضافت أن اختصاصات هيئة الأوقاف التي أسندت لها بقرار من مجلس الوزراء حددت لها مهمة نبذ التطرف، وبالتالي ما أصدرته الهيئة من محاولة تشويه لـ الإباضية هو عين التطرف، على حد وصفها.

وأفادت بأن ما ذكرته الأوقاف عن الشهادة مخلاف لديننا الحنيف، حيث حثنا الله جل جلاله في آيات عدة من القرآن على إشهاد الشهود، ولم يضع شروطا لقبول الشهادة ولم يحدد أن يكون الشهود من المسلمين سنة أم شيعة أو أي طائفة من متبعي المذاهب.

وذكرت طويبي، أن الأوقاف وصفت الإباضية بأوصاف تتنافى مع نبذ العنف والتطرف وإثارة الفتنة، ويجب عليهم أن يتوقفوا عن ذلك ويتراجعوا عما صدر منهم، مطالبة الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أي إجراء يسبب إثارة الفتنة في المجتمع ومعاقبتهم تحت سلطة القانون.

وأثارت فتوى أصدرتها هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية”، التابعة لحكومة البرلمان، تنص على “تكفير” الطائفة الإباضية، موجة استنكار واسعة.

ووصفت هيئة الأوقاف الطائفة الإباضية في الفتوى بـ”فرقة منحرفة ضالة، وهم من الباطنية الخوارج، وعندهم عقائد كفرية، كعقيدتهم بأن القرآن مخلوق وعقيدتهم في إنكار الرؤية، فلا يُصلّى خلفهم ولا كرامة”.

ومن جهتها، دعت دار الإفتاء في طرابلس إلى تجنب هذا النوع من الخطاب الذي قد يتسبب في إشعال “فتنة مذهبية” بالبلاد.

وأوضحت دار الإفتاء، في بيان لها، أن الفتنة المذهبية يحاول سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان إشعالها بين أبناء الشعب المسلمين منذ سنوات وليست وليدة اللحظة.

كما أصدر المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير بيانًا، عبر فيه عن استيائه من فتوى هيئة الأوقاف التابعة لحكومة البرلمان بتكفير المذهب الأباضي، واعتبرها مساسًا بوحدة وسلامة نسيج الوطن، وتهدد مبدأ التعايش السلمي وتسيء لشريحة من أبناء هذا البلد.

وقال المفتي المعزول الصادق الغرياني، إن إثارة هيئة الأوقاف الخلاف مع الإباضية في هذا الوقت الحاضر فعل استخباراتي دولي خبيث سببه المواطن الأمريكي خليفة حفتر.

وأضاف الغرياني، خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” المذاع على فضائية “التناصح”: القضية لا يجب الوقوف عندها، الإباضية عاصرناهم وهم أهل الجبل منذ عشرات السنين ولا تستطيع أن تفرق بينهم وبين غيرهم فيما يتعلق بأمور الدين.

وتسائل قائلا: لماذا تحيون خلافات انتهت في الماضي وغير موجودة ما الذي تستفيدونه وما الغرض؟، مستكملا: الغرض صرف النظر والأنظار عن القضايا المصيرية والموبقات، تمكين العدو المحتل وولاته من بلاد المسلمين.

وأوضح أن البعض لا يريد أن تقوم في ليبيا دولة لأنها إن قامت وملكت قرارها سيكون خطر على الصهيونية الأمريكية، متابعا: البلاد لا يوجد لديها بنية تحتية وما ينتظرها هو المجاعة والقحط في حال لم يبادر أهل ليبيا ويملكون أمرهم.

Shares: