أفادت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، بأن الهدف الأساسي وراء التوغل الروسي المتنامي داخل ليبيا والقارة الإفريقية في الآونة الأخيرة، هو نهب ثرواتها لتمويل الحرب الطويلة في أوكرانيا، وقطع الطريق الحيوي أمام سفن الشحن التجارية المتجهة إلى أوروبا.
وبحسب مقال للصحيفة، قال المحلل في شؤون الأمن القومي والسياسة الدولية مارك توث، والضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية جوناثان سويت، إن أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للرئيس فلاديمير بوتين هو إقامة قاعدة بحرية في مدينة طبرق، لبسط قوته في منطقة شرق البحر المتوسط، وخلق تهديدات مستقبلية للأسطول الأمريكي السادس المتمركز في مدينة نابولي الإيطالية.
وأوضح المقال أن خطة بوتين تتركز على تحويل طبرق إلى منصة استراتيجية ولوجستية لعمليات المجموعات شبه العسكرية التابعة لروسيا، بما فيها فاغنر والفيلق الإفريقي في ليبيا ودول إفريقيا.
وأضاف أنه ولتحديد هذا الهدف، تحولت موسكو للتقرب إلى خليفة حفتر، الذي يسيطر مع أبنائه الستة على شرق ليبيا، ويساعد في جلب روسيا وقواتها المرتزقة إلى داخل البلاد، بهدف تعزيز قبضته ونفوذه.
وذكر أن الغرض من التواجد العسكري الروسي في طبرق هو تهديد ممرات الشحن التجاري الحيوية بالنسبة إلى التجارة الغربية وتعطيلها حينما يلزم الأمر، من خلال التوسع في ميناء طرطوس السوري، وبناء قاعد بحرية في طبرق والسودان، حيث يعمل بوتين على بناء القدرة لتحدي وتهديد شرايين الحياة البحرية للغرب بشكل مباشر.
وحذر من أنه يمكن للفيلق الإفريقي إغلاق قناة السويس، وتعطيل ممرات الشحن في المحيط الهادئ، بل وحتى تهديد جنوب المحيط الأطلسي، معتبرا أن الاستراتيجية الروسية في إفريقيا تعمل جنباً إلى جنب مع مبادرة الحزام والطريق الصينية لتحقيق الأهداف نفسها في القارة.
وبيّن أن التدخل الروسي في إفريقيا بدأ على مدى العقد الماضي، من ليبيا بموافقة الحكومة الروسية على طباعة العملة للمواطن الأمريكي خليفة حفتر إضافة إلى الدعم العسكري بمجموعة فاغنر في حربه على طرابلس لتجنيد تلك الجيوش ودفع رواتبهم من الأموال المطبوعة.
وتتطلع روسيا لترسيخ وجودها العسكري الدائم في شرق ليبيا، من خلال نشر قوات تابعة لها، وأخيرا معدات وآليات عسكرية ثقيلة؛ حيث أجرت فرقة من السفن الروسية زيارة “بروتوكولية” لمدة 3 أيام إلى قاعدة طبرق البحرية.
وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من الخطوات الروسية الأخيرة لتوثيق التعاون العسكري مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر، بما في ذلك تسليم شحنات أسلحة وعقد لقاءات مكثفة، فضلاً عن نقل قوات روسية إلى شرق ليبيا في الآونة الأخيرة.
كما تعمل روسيا على تشكيل ما يسمى “فيلق أفريقيا” في ليبيا من المقرر اكتماله نهاية صيف 2024، ليحل محل مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية المنحلة، وتتمركز في ليبيا، وستكون قادرة على العمل أيضاً في دول الساحل الإفريقي مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والمنطقة.