رصد ووثّق قسّم تقصي الحقائق والرصد والتوثيق بالمُؤسسَّةِ الوطنيِّةِ لحُقوقِ الإنسَّان بليبيـا، واقعة قتل الطفلة أسيل طارق المبروك، والبالغة من العمر 5 سنوات، بمدينة طبرق شرق البلاد في 23 يونيو الجاري.

وأوضحت المؤسسة، أن وفاة الطفلة كانت على يد والدها وزوجته جراء التعذيب الجسدي المبرح، والحرق بالنار بأداة معدنية ساخنة، وكذلك الضرب بأداة حادة على أنحاء متفرقة من جسدها، مما أدى إلى وفاتها، وذلك بحسب تقرير الطبيب الشرعي.

وطالبت المُؤسسَّةِ الوطنيِّةِ لحُقوقِ الإنسَّان، مكتب المحامي العام بمحكمة استئناف طبرق بفتح تحقيق عاجل وشامل في ملابسات الواقعة، وضمان ملاحقة المتهمين فيها وتقديمهم إلى العدالة، وإنزال أشد العقوبات المقررة في قانون العقوبات الليبي بحق مثل هكذا مُمارسات إجرامية بشعة، والتي تُشكل جريمة يُعاقب عليها القانون.

كما تدعو المُؤسسَّةِ، اللجنة العُليا للطفولة والمؤسسات المعنية بحماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم، بإطلاق حملات توعية وتثقيف واسعة النطاق وعلى مدى طويل لرفع مستوي الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على حقوق الأطفال وحمايتهم والتوعية بمخاطر ما يتعرضون له الأطفال من انتهاكات بالغة الخطورة جراء العُنف الاجتماعي المتنامي والواسع النطاق والمتصاعد في مؤشراته.

كما تدعو إلى اجراء الدراسات والبحوث العلمية والاجتماعيّة لأسباب تنامي ظاهرة العُنف الأسري ضدّ الأطفال وتشخيص هذه الظاهرة وتقديم الحلول والمعالجات المناسبة للتغلب على هذه الظاهرة الخطيرة على الأُسر والمجتمع الليبي.

وتتكررت وقائع تعذيب الأطفال في ليبيا خلال السنوات الماضية، ففي مشهد صادم، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أواخر عام 2022، مقطع فيديو لطفل ليبي يتعرض للتعذيب والضرب المبرح ولعقاب شديد من قبل إمام مسجد، عندما كان يتابع دروسا في حفظ القرآن الكريم.

وفي المقطع المصوّر، يظهر شيخ ملتح وهو يعنّف الطفل ويضربه بشكل وحشي وبكل قسوة وبكل قوّته وبشكل متتال على كافة أنحاء جسده بعد تقييده وتعريته باستخدام أنبوب بلاستيكي، غير مبال بتوسلاته وصراخه من شدة الألم، داخل قاعة تعليم بأحد المساجد أثناء درس لتعليم القرآن الكريم.

وأثار هذا المشهد سخط واستنكار الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، داعين إلى ضرورة اعتقال المدرس وإلى ضرورة تغيير الأساليب المتبعة في التدريس وتلقين القرآن الكريم للطلاب، واستخدام الأساليب الحديثة التي تخلو من العنف.

Shares: