كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، أن تغير المناخ والانخفاض في قيمة الدينار عاملان مهددان للأمن الغذائي في ليبيا.
وأوضحت المنظمة، في تقرير لها، أن انخفاض هطول الأمطار عن الحد المتوسط يؤدي إلى تفاقم توافر المياه ما يؤثر على نمو المحاصيل في بعض المناطق ومن بينها الشتوية المنتهي حصادها لعام 2024 بحلول نهاية مايو الماضي.
وأشار التقرير إلى وجود قصور في إنتاج هذه المحاصيل بسبب ارتفاع درجات الحرارة لتكون بمقدار 207 آلاف طن، لافتا إلى زراعة 12% فقط من إجمالي المساحة الإجمالية الصالحة للزراعية البالغة 15 مليونا و400 ألف هكتار.
وذكر أنه تتم زراعة القمح والشعير في الساحل والجنوب القاحل، منوها إلى استخدام المياه العذبة بشكل رئيسي من مواردها الجوفية ما يجعلها عرضة للتغير المناخي والاستغلال المفرط.
وأضاف تقرير الفاو أن العائدات المالية لتصدير النفط تغطي الاحتياجات الغذائية المحلية من خلال الواردات من القمح الروسي والتركي والروماني.
وتحدث التقرير عن تسبب القيود المفروضة على الوصول للعملات الأجنبية بسعر الصرف الرسمي الرامية إلى حماية الاحتياطيات في اتساع الفجوة بين الأخير ونظيره في السوق الموازية ما أفضى إلى شحة في السيولة النقدية.
وأكد أن كل ذلك أفضى إلى أضرار جسيمة على الأمن الغذائي؛ نتيجة لعدم القدرة على تحمل نفقات المواد الغذائية الأساسية الواردة من الخارج.
وفي سياق متصل، أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن ليبيا لا تزال تعاني انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية والفقر المتعدد الأبعاد، وانعدام المساواة في الدخل وانخفاض الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى تداعيات التغير المناخي.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير عن أنشطته خلال مارس الماضي، إنه لاحظ ارتفاع الحد الأدنى لتكلفة سلة الإنفاق الغذائي بنسبة 7% خلال شهر مارس، مقارنة بشهر فبراير الماضي، لتصل إلى 847 دينارا تقريبا.
ورجح التقرير أن يؤثر ضعف أداء الدينار الليبي مقابل الدولار في السوق الموازية على أسعار السلع والخدمات المتاحة للسكان، مما يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية، خاصة بالنسبة للسكان ذوي الدخل المنخفض.
وحددت المنظمة الأممية، في تقرير عن أنشطتها خلال مارس الماضي، أنها بحاجة إلى تمويل قدره 14.1 مليون دولار أميركي خلال الفترة بين شهري أبريل وسبتمبر المقبل من أجل تنفيذ برامجها داخل ليبيا، مشيرة إلى أن عدد المستفيدين من تلك البرامج بلغ 40 ألفا و546 شخصا حتى مارس الماضي.