سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على عودة شبح العنف والاشتباكات المسلحة بين المليشيات في مدينة الزاوية بعد فترة من الهدوء.

وشهدت مدينة الزاوية عودة للاشتباكات والقتال بين المجموعات المسلحة ما يشير إلى أن بقاء سلاح تلك المجموعات يهدد أية جهود لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في بلد دمرته الحرب منذ أكثر من عقد.

واندلع قتال عنيف في منطقة الركنية من مدينة الزاوية، وأسفرت عن سقوط ضحايا، فيما تستمر التحذيرات من تهديد الوضع الأمني على المشهد السياسي في ليبيا وعرقلته لإجراء الانتخابات رغم مساعي التهدئة ووقف إطلاق النار.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مصادر، قولها إن الاشتباكات دارت بين مجموعة تسمى الكابوات التي تتبع المدعو عثمان اللهب آمر الكتيبة 103 التي تتبع وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة وعناصر من مجموعة مسلحة أخرى تتبع وزارة الدفاع ويقودها المدعو رياض بالحاج، واستهدفت شقيق الأخير عبدالرحمان بالحاج.

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق من غرب ليبيا وتحديدا مدينة الزاوية توترات أمنية خطيرة بين المجموعات المسلحة المنتشرة في عدد من أحياء ومناطق المدينة وتسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتؤجج في الوقت ذاته أحقادا بين ميليشيات مسلحة أو بين مجموعات يحكم تحركها الولاء لهذه الجهة أو تلك.

وبعد الاشتباكات الأخيرة بمنطقة أبوصرة في أواخر شهر مايو الماضي، والتي خلفت قتيلًا و11 جريحًا مع إجلاء 20 أسرة من مناطق التماس، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السلطات إلى ضمان حماية وسلامة المدنيين وحثت جميع الأطراف المتنازعة على الوقف الفوري للأعمال العدائية في الزاوية.

وفقا للصحيفة، وتشير هذه الاشتباكات المتكررة إلى هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا وأيضا إلى عجز الدبيبة عن ضبطها، في وقت يواجه ضغوطا دولية لدفعه إلى التخلي عن السلطة وفسح المجال لتشكيل حكومة جديدة تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية مؤجلة منذ ديسمبر 2021.

وأشارت الصحيفة إلى موقف الدبيبة من وضع الميليشيات المنتشرة في المنطقة الغربية، حيث أكد أنه يدعم بقاءها ويرى فيها عاملا مهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد، قائلا خلال بودكاست في يناير الماضي، إنهم “أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الغازي ومن الذين يريدون تخريب ليبيا.”

وشهدت مدينة الزاوية بالأمس، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في طريق الجملة بمنطقة الركينة في بين الكابوات ومجموعة مسلحة أخرى عقب 5 جرائم قتل شهدتها المدينة هذا الأسبوع.

وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.

Shares: