تناولت صحيفة العرب اللندنية بالتحليل إحاطة المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة استيفاني خوري أمام مجلس الأمن الدولي بالأمس، مؤكدة أن موظفة الأمم المتحدة تسير على خطى سابقيها في ليبيا.

الصحيفة أفادت بأن خوري لا تزال تعمل على جس نبض الفرقاء الأساسيين في المشهد الليبي العام بأبعاده ومرجعياته السياسية والاجتماعية والثقافية والميدانية، وكذلك القوى الإقليمية والدولية ذات العلاقة، لتحديد الأولويات التي يمكن أن ينبني عليها أي مشروع للحل.

وذكرت أن إحاطة خوري لم تختلف عن إحاطات سابقيها، وإنما جاءت لتؤكد أن الأزمة لا تزال تتفاقم، وأن طريق الحل لا يزال طويلا، ولتكشف من جديد أن هناك شركاء من الداخل والخارج يستفيدون من استمرار النزاع، ولا تهمهم معاناة الشعب المهموم والمحروم والمظلوم والمقموع والمحكوم عليه بالصمت والصبر في مواجهة غيلان السلطة وأمراء الحرب.

وفقا للصحيفة، فتحت المسؤولة الأممية بابا للنقاش حول أحد العراقيل المسكوت عنها في طريق الحل السياسي، وهي عدم ثقة الفرقاء في أن نتائج الانتخابات ستحظى بقبول الخاسرين وخاصة من حملة السلاح.

وأشارت إلى سابقة واضحة في صيف 2014 عندما فشلت تيارات الإسلام السياسي في الحصول على أغلبية مقاعد مجلس النواب، واختارت في سياق تحالفاتها مع الجماعات المسلحة ذات النزعة الجهوية والمناطقية، والمدفوعة بمنطق المدن والفئات المنتصرة بقوة سلاح الناتو في العام 2011.

وبينت أن إمكانية تقسيم ليبيا لم تعد مجرد طرح تشاؤمي، وإنما هي جزء مهم من الواقع المطروح على طاولة النقاش اليومي، لاسيما في ظل التدخل الخارجي الذي لم يعد خافيا على الشعب الليبي بمختلف فئاته وطبقاته ومرجعياته، حيث يدرك الجميع وجود الروس في شرق البلاد مقابل الأتراك وجحافل مرتزقتهم في المنطقة الغربية مع وجود محدود للإيطاليين والبريطانيين وبداية تشكل قوي للحضور الأمريكي.

وأضافت أن حالة الانقسام لا تزال تتأكد يوما بعد يوم بتكريس المؤسسات الموازية، وفشل جميع الجهود المبذولة لتشكيل حكومة موحدة، بالإضافة إلى استمرار تصدع البنية العسكرية وتحول الجماعات المسلحة في شرق وجنوب البلاد إلى قوة حكم وسيطرة وإلى نظام سياسي يدار من قبل أسرة المواطن الأمريكي خليفة حفتر.

وتابعت الصحيفة، أن السلطة في المنطقة الغربية أقرب ما تكون إلى شبكة مصالح محكومة بأجندات أفراد مرتبطين بلوبيات سياسية ومالية وبميليشيات جهوية وعقائدية وبأجندات إقليمية ودولية.

Shares: