تناولت صحيفة العربي الجديد الممولة من قطر، دور القبيلة سياسيا واجتماعيا، والذي اعتبرته مصدر قلق في الوقت الحالي للمواطن الأمريكي خليفة حفتر.

وأفادت الصحيفة، في تقرير لها، بأنه لا يفتأ صوت القبيلة في شرق ليبيا يظهر بين الفينة والأخرى، فكلما حانت فرصةٌ للحديث والاجتماع، لا تتأخّر القبائل عن اقتناصها والتعبير عن مواقفها.

وذكر التقرير أن الأصوات القبلية المؤيدة لسلطة حفتر، والتي كانت تكتظ بها الاجتماعات، تراجعت، بل ربما اختفت تماماً، مقابل بروز الأصوات الغاضبة من قبضته الحديدية، ولا يُصدر أوامره باختطاف من يشاركون فيها أو إخفائهم.

ولفت إلى اجتماع لقبيلة الدرسة التي ينتمي لها عضو مجلس النواب المختطف منذ العشرين من مايو الماضي، إبراهيم الدرسي، وقد صرح فيه بعض المشايخ بأن الدرسي موجود لدى حفتر، وأنه يمكنهم الحديث عنه وسط قبيلته، لكنهم لا يستطيعون الذهاب إلى بنغازي لقول هذا، إذ “سيكون مصيرهم كمصيره”.

وأشارت الصحيفة إلى اجتماع أبناء العواقير في ثاني أيام عيد الأضحى، الذي ينتمي لهم المهدي البرغثي، وزير الدفاع الأسبق الذي اغتيل في أكتوبر الماضي في أثناء رجوعه إلى منزله في بنغازي.

وصرّح أحد قادة العواقير بأن حفتر التحق بهم في بنغازي، وأنهم من أسّسوا لما يسمى بعملية الكرامة وليس هو، بل وقال جهاراً إن حفتر “أدار ظهره لنا”، وإن قبيلته لم تقدّم شبابها ضحايا للحرب لتسكت.

وجاء ذلك في إشارة واضحة إلى بداية الحروب في بنغازي على يد المهدي البرغثي، قبل أن يطلب حفتر عملية الكرامة، وينخرط ضمنها البرغثي الذي تنكّر له حفتر، واعتقله من داخل بيته في أرض قبيلته وقتله في وضح النهار.

ولفت التقرير إلى حصانة وقدسية اجتماعات القبائل، حيث يدرك حفتر جيداً أن بإمكانه السيطرة بالحديد والنار على كل شيء، سوى ثقافة القبيلة التي تشكل العقل الجمعي في شرق البلاد، وتصوغ القرارات النافذة فلا يقف أمامها شيء.

وتطرق إلى إجراءات نحو إحكام قبضته الأمنية بتولية أولاده وشديدي الولاء له في المناصب والمواقع الحساسة لقيادة مليشياته، وجديدها تعيين مدير مكتبه الخاص، خيري التميمي، المعروف بإخلاصه له أميناً عاماً لقيادة قواته، كما عين مراجع العمامي، المعروف أيضاً بإخلاصه الشديد آمراً لجهاز الاستخبارات العسكرية.

وذكرت الصحيفة أن المناصب التنفيذية منحها لأولاده، وتحديدا نجليه، صدّام الذي عينه آمراً للقوات البرّية، وخالد الذي عينه آمراً للوحدات الأمنية.

وبينت أن خريطة توزيع القوى والنفوذ تحكي أن القوات البرية التي يتولاها نجله صدّام يتركز وجودها غرب بنغازي حتى سرت وباتجاه العمق في الجنوب، لكن وجود الوحدات الأمنية يتركز على كامل الشرق الليبي وصولاً إلى طبرق، حيث ينتشر نفوذ القبائل، حيث يسعى إلى سيطرة أمنية من خلال الاختراقات بعيداً عن المجاهرة بالسلاح.

وواصلت بأن المنطقة الشرقية تعيش على صفيح ساخن، فطبيعة التكوين القبلي تنبئ أن هذه السياسات التي يتبعها حفتر لن تصمد وقتاً طويلاً، وأن الوضع مرجّح للانفجار في أي وقت.

واختتمت بأن الرسائل التي يحاول حفتر إرسالها، كمشاريع الإعمار في بنغازي ودرنة، والتي تلامس حياة المواطن، سريعاً ما تُفسدها إجراءاته الأمنية والعسكرية المتصلة بالاختطافات والتغييب والسجون السرّية والرفض المطلق لمشاركته في السلطة.

Shares: