في إطار المد الروسي في ليبيا، وصل طراد الحس الصاروخي “فارياج”، والفرقاطة “المارشال شابوشنيكوف” إلى قاعدة طبرق البحرية، أمس، في إطار زيارة رسمية تستمر لثلاثة أيام، حسب ما ذكرت “شعبة الإعلام الحربي” التابعة لمليشيات المواطن الأمريكي خليفة حفتر.
وأفادت الشعبة بأن هذه الزيارة تأتي بعد زيارة سابقة للسفن للجمهورية العربية المصرية، زاعمة أن الخطوة تأتي لتعزيز التعاون بين روسيا وليبيا، واستعادة علاقات الصداقة التي تعود لعقود طويلة.
ويثير التقارب بين روسيا ومليشيات حفتر مخاوف غربية متزايدة، حيث حذر تقرير نشره معهد دراسة الحرب (ISW) في واشنطن من أن قاعدة البحر المتوسط الروسية في ليبيا تهدد أوروبا والجناح الجنوبي لحلف الناتو، في إشارة إلى ميناء طبرق.
وذكر التقرير، أن روسيا تقدم الدعم العسكري لحفتر في شرق ليبيا، وتساعده في استغلال تدفقات المهاجرين من أفريقيا، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار أوروبا.
وتسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة السمراء، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي، وذلك من خلال تدشين فيلق أفريقيا.
وكشف عن «فيلق أفريقيا» العسكري الروسي، مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.