يعاني المواطنون الليبيون من تأثير انسداد أفق الأزمتين السياسية والاقتصادية في البلاد، وآخر تلك المعاناة الصعوبة التي يواجهونها لدى استعدادهم لعيد الأضحى وشراء الأضاحي للعام الجاري.

تباع الأضاحي في الأسوق بأسعار كبيرة، كما يعاني الليبيون من النقص الحاد في السيولة بالمصارف، حيث يقف الآلاف في طوابير ممدة للحصول على أموال من المصارف الخاوية.

وبحسب تقرير لوكالة الأناضول التركية، يقول المواطن رجب العقوري، من وسط سوق السعي “سوق الخراف” الشعبي في مدينة بنغازي، إن هناك خروف تم بيعه اليوم بخمسة آلاف دينار، وهو سعر خيالي لم يحدث في تاريخ ليبيا.

وأضاف: أقل الأسعار اليوم هو 2000 دينار ليبي، وهو أيضا أعلى بكثير من متوسط سعر دخل الفرد البالغ 1100 دينار ليبي وهو راتب موظف، متسائلا: “كيف سيتمكن المواطن من شراء أضحية وفقا لهذا الوضع، للأسف هذا العام لن يؤدي كثير من الليبيين شعيرة الأضحية”.

ونقلت الوكالة عن الخبير الاقتصادي علي البهلول، قوله إن ما يحدث من ارتفاع لأسعار الخراف ليس أمرا غريبا في ظل ما تشهده البلاد من تضخم وفساد، بسبب انقسام السلطة والإنفاق الموازي من الحكومتين شرقا وغربا.

وأوضح أن الغلاء في ليبيا يشمل كل شيء ولم يقتصر على المواشي فقط، إلا أنه ما نسمع عنه من أسعار لبيع الخراف يعد جنونيا، متابعا: “أرى أن قلة المعروض في الأسواق المحلية للمواشي سببا رئيسا لما يجري من أسعار مرتفعة، المواشي قليلة وبهذا تحققت المعادلة الاقتصادية المعروفة وهي أن قلة العرض تؤدي لارتفاع السعر”.

وأردف قائلا: “كذلك الفيضانات التي شهدتها مدن وقرى ومناطق شرق ليبيا، قبل أشهر، قضت على نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية الليبية، منها الخراف التي نفق منها مئات الآلاف”.

وانتقد أداء المسؤولين، قائلا إنهم “اهتموا بملف إعادة إعمار المدن المدمرة من الفيضانات من ناحية المباني، وتجاهلوا إعمار الثروة الحيوانية التي تضررت من الفيضانات رغم أنها تمثل الأمن الغذائي الليبي”.

أما ثاني أسباب قلة المعروض من المواشي حاليا، حيث يؤكد البهلول أن تفشى مرض الجلد العقدي والحمى القلاعية بين المواشي مؤخرا، وأدى إلى نفوق العديد منها، متابعا: “كذلك غلاء الأعلاف كان سببا آخر في قلة المعروض، وأصحاب المواشي لم يحصلوا على دعم من السلطات ولم توفر لهم أعلافا مدعومة رغم علمها بالوضع القائم”.

وأكد أن رابع الأسباب، تقلبات سعر صرف الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية، وهو أمر مرتبط ارتباطا وثيقا بجميع مناحي الحياة ليس في ليبيا بل في العالم أجمع.

وتنتاب حالة من الغضب أهالي المدن الليبية بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي، وسط نقص السيولة النقدية في غالبية فروع المصارف المنتشرة في المدن.

وأطلق عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة بني وليد حملة لمقاطعة أسواق المواشي إثر ارتفاع الأسعار، وعدم متابعة الأجهزة الأمنية والرقابية تلك الأسواق.

Shares: