حالة من الغضب تنتاب أهالي المدن الليبية بسبب نقص السيولة النقدية في غالبية فروع المصارف المنتشرة في المدن.

وشهدت الأيام الأخيرة زحاما كبيرا أمام المصارف وماكينات الصرف الآلية، حيث يحرص كثير من المواطنين على الحصول على ما يحتاجونه من أموال لقضاء مستلزمات عيد الأضحى المبارك.

وامتدت الطوابير لأمتار أمام المصارف في العاصمة طرابلس، وعدد من المدن في الغرب والشرق والجنوب، كما شهدت أيضا محال الصيرفة بمنطقة سوق المشير زحاما كبيرا.

وبحسب تقرير، لوكالة الأنباء الليبية، وندد مواطنون بهذه المشاهد التي تأتي قبيل أيام قليلة من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل وتسهيل الأمر على المواطنين للحصول على ما يحتاجونه من أموالهم.

وأكد المواطنون أن هذه الأزمة تتزامن أيضا مع تأخر في صرف الرواتب لكثير من القطاعات في البلاد، وهو ما يجعل كثير من الأسر عاجزة عن الاحتفال بمظاهر العيد كما اعتادت في السابق.

كما اشتكى عدد كبير من المواطنين من ارتفاع أسعار الخراف قبيل العيد، مؤكدين أن كثير من الأسر لن تستطيع شراء الأضحية هذه السنة، إما بسبب ارتفاع الأسعار، أو بسبب عدم وجود السيولة الكافية، حيث وصل متوسط سعر الخروف الواحد إلى قرابة ألفي دينار.

ورغم توسع إنشاء الحظائر المؤقتة لبيع المواشي في الشوارع والساحات، إلا أن عملية البيع تشهد ركودا؛ بسبب ارتفاع الأسعار والتي أدت إلى غياب المشترين لأسباب عديدة منها بطء عملية تنزيل المرتبات في حسابات مستفيديها.

وبلغ سعر الخراف الصغيرة في حدود 2200 إلى 2500 دينار، فيما بلغ أسعار الخراف الكبيرة بين 3000 إلى 4000 دينار، ما أثار استغراب الكثير من المواطنين، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواشي المستوردة، حيث يبلغ سعر الخروف الأسباني 1800 دينار والخروف الروماني 1600 دينار.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية، إن الوزارة لم تتخذ أي إجراءات لتوريد الأضاحي لعدم جدية الحكومة في تنفيذ مثل هذه المبادرات.

فيما أرجع الخبير بمركز البحوث الزراعية والحيوانية الشارف امحمد، ارتفاع أسعار الأضاحي إلى جملة من المؤشرات منها، موجة الجفاف التي ضربت البلاد خلال الثلاثة سنوات الأخيرة.

وأشار إلى تراجع المراعي الطبيعية، والعوامل المناخية الصعبة التي أدت إلى ارتفاع تكاليف تربية المواشي، وارتفاع أسعار الأعلاف خاصة مع رفع أسعار العملات الأجنبية، ناهيك عن مضاربة التجار في الأسعار.

فيما أجع عضو جمعية المربين منير الزنتاني، ارتفاع أسعار المواشي إلى نقص المعروض من مواشي السلالات الوطنية، مضيفا بأن هناك مخاوف من انقراض السلالات المحلية بسبب استمرار عمليات الذبح الفطائم وإناث الخراف.

وذكر أن النسبة الأكبر من المواطنين يفضلون شراء الأضاحي ذات الستة أشهر لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الكباش.

وأطلق عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة بني وليد حملة لمقاطعة أسواق المواشي إثر ارتفاع الأسعار، وعدم متابعة الأجهزة الأمنية والرقابية تلك الأسواق.

Shares: