سلط موقع عربي بوست الضوء على وصول 1800 عنصر من قوات فاغنر إلى الشرق الليبي في النصف الثاني من مايو 2024، للاستعداد للارتكاز في ليبيا كجزء من 45 ألف عنصر من قوات فاغنر مرتقب أن يصلوا إلى ليبيا في الفترة المقبلة لإنشاء كيان عسكري جديد من “المرتزقة” يطلق عليه الفيلق الأفريقي الجديد.
وأوضح الموقع في تقرير له، أن الفيلق الأفريقي الجديد يستهدف بسط نفوذ روسيا من خلال قوات فاغنر في دول أفريقية مثل مالي وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى وكذلك السودان، وبطبيعة الحال، تثبيت الوجود الروسي في ليبيا.
ونقل التقرير عن صحيفة فيدوموستي الروسية قولها إن موسكو تعتزم تشكيل قوات عسكرية خاصة تعرف باسم “الفيلق الأفريقي” بديلاً لمرتزقة فاغنر، ولكن بشكل ومهام مختلفة وربما أكثر تأثيراً على ليبيا وبقية الدول الأفريقية، ومن المفترض أن يكتمل هيكله بحلول صيف 2024، ليكون حاضراً في 5 دول أفريقية.
كما أن الفيلق سينشط في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتبع مباشرة الإدارة العسكرية، ويشرف عليه الجنرال يونس يفكوروف نائب وزير الدفاع الروسي.
بداية إنشاء الفيلق الروسي الأفريقي
وبدأت الخطوات الفعلية لإنشاء الفيلق الروسي الأفريقي بعد اغتيال مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة في أغسطس 2023 واتخذت وزارة الدفاع الروسية خطوات للتفاهم مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر بشأن التعامل مع القيادات الجديدة لفاغنر.
وظهر اسم Africa Corps لأول مرة في 20 نوفمبر 2023 على تطبيق Telegram في منشور للمدون العسكري Deux Majors المقرب من وزارة الدفاع الروسية ونقل المنشور عن إيجور كوروتشينكو، العقيد السابق ورئيس تحرير المجلة الروسية Natsionalnaya oborona (الدفاع الوطني).
وأعلن أن الفيلق الأفريقي سينضم إلى أفريقيا وقد ظهر هذا التنظيم المسلح من المرتزقة، كما أوضح كوروتشينكو، في أعقاب زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس إيفكوروف إلى بنغازي، حيث التقى خليفة حفتر.
قام إيفكوروف، الذي كلفه فلاديمير بوتين بتولي مسؤولية فاغنر بالتنسيق مع المخابرات العسكرية، بزيارتين إلى بنغازي، الأولى في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس 2023، بالتزامن مع حادث تحطم الطائرة المميت لبريجوجين – وفي 17 سبتمبر 2023 وعاد إلى هناك للمرة الثالثة في 2 ديسمبر الأول 2023 في إطار جولة أفريقية، شملت أيضاً مالي وبوركينا فاسو والنيجر لمناقشة تأسيس الفيلق الأفريقي.
صائدو داعش وسند.. شركات تجنيد المرتزقة
وبحسب التقرير، تقدر مصادر مختلفة عدد مرتزقة فاغنر في ليبيا بنحو ألفي عنصر غالبيتهم من روسيا وشرق أوكرانيا وصربيا، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين موالين لها جندتهم فاغنر من شركتين أمنيتين تشرف عليهما في سوريا، وهما: “صائدو داعش”، و”سند للحراسة والخدمات الأمنية” وهي الشركات التي صدر ضدها عقوبات من أمريكا والاتحاد الأوروبي في الشهور القليلة الماضية.
بداية التجنيد
وأوضح التقرير أن البداية كانت حين انطلقت قوات فاغنر لتجنيد آلاف العناصر لإرسالها إلى ليبيا وأفريقيا، مشيرا إلى العثور من خلال أحد المصادر المفتوحة على إعلان توظيف نشرته شركة فاغنر بقيادة قائدها الجديد أنطون إليزاروف في فبراير 2024 لتجنيد المرتزقة لإرسالهم “إلى وجهات بعيدة المدى” – إلى البلدان الأفريقية.
قاعدة عسكرية روسية في طبرق
وعن الطريقة التي تدخل بها العناصر المسلحة من قوات فاغنر إلى ليبيا وما إذا كانوا يدخلون مباشرة عبر أحد مطارات الشرق الليبي أم عن طريق ميناء بحري في طبرق، أفاد التقرير أنه في نوفمبر 2023 أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن روسيا تخطط لبناء قاعدة عسكرية في ليبيا للسفن والطائرات، في منطقة طبرق، بالاتفاق مع خليفة حفتر.
ونقل الإعلام الأمريكي أن المفاوضات بشأن بناء القاعدة يجري الانتهاء منها، وفي أغسطس 2023 زار وفد من المسؤولين العسكريين الروس، بقيادة نائب وزير الدفاع، ليبيا بدعوة من حفتر لمناقشة الأمر، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “تم مناقشة الوضع في ليبيا والمنطقة بأكملها”. وبعد هذا الاجتماع، تم التوصل إلى اتفاق دفاعي.