سلطت وكالة نوفا الإيطالية الضوء على زيارة وفد من الشركات الفرنسية بنغازي، خلال الأيم الماضية؛ بحثا عن عقود في قطاعات الصناعة والإعمار والرعاية الصحية في المنطقة الشرقية.

كما أفادت إذاعة “راديو فرنسا الدولي” بأنه بعد الزيارة إلى طرابلس قبل بضعة أشهر، كان الهدف هو الفوز بعقود في شرق ليبيا، حيث تضاعفت العقود بعد كارثة درنة التي دمرتها فيضانات سبتمبر 2023.

وذكر راديو فرنسا بأنه من مجموعة فينشي الصناعية الناشطة في قطاع البناء، إلى مجموعة سانوفي للأدوية، تأخرت الشركات الفرنسية في بنغازي في قطار إعادة الإعمار والتنمية في شرق ليبيا.

وبحسب وكالة نوفا، قال الباحث المتخصص في الشؤون الليبية، جلال حرشاوي، إن وزعها بلقاسم نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر والمعين مديرا لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، اعتبارًا من نوفمبر 2023 كانت مخصصة لمصر والإمارات وتركيا، ثم أمريكا وأيطاليا وأخيرا فرنسا.

وأشار التقرير إلى التدخل الغربي في ليبيا عام 2011، لإسقاط النظام الجماهيري والقائد الشهيد معمر القذافي والذي حثت عليه فرنسا في المقام الأول، ما أدى إلى انقسام البلاد والفشل في تنظيم انتخابات رئاسية على مدار 13 سنة.

وتطرق التقرير، إلى محاولة حفتر الاستيلاء على طرابلس “بحملة عسكرية” بمساعدة روسيا والإمارات العربية المتحدة وفرنسان لكن الحملة العسكرية فشلت بسبب التدخل الحاسم لتركيا، في حين لم تغلق إيطاليا سفاراتها أبدأ بالعاصمة الليبية.

ويبدو أن فرنسا تريد الآن استعادة نفوذها والأرض التي خسرتها في ليبيا، ودخول السباق لإعادة إعمار درنة، التي دمرتها الفيضانات التي تسببت في مقتل الآلاف وتدمير أحياء بأكملها، وراح ضحيتها حوالي 3.700 جثة دُفنت على عجل في مقابر جماعية، بالإضافة إلى فقدان ما يقرب من 3.000 وفقًا لمكتب المدعي العام، ليصل العدد الإجمالي المقدر إلى أكثر من 5.000 حالة وفاة.

وفقد 100 ألف شخص منازلهم بالكامل، وتعرض حوالي 50 ألف منزل لأضرار جسيمة، في حين تضرر 20 ألف منزل ويحتاج إلى أعمال ترميم، فالكارثة ذات أبعاد واسعة، ناجمة عن انهيار سدين على منبع المدينة الليبية الواقعة بين بنغازي والحدود مع مصر، أثناء مرور العاصفة شبه الاستوائية دانيال.

وأضح التقرير أن لسلطات في شرق ليبيا تنفذ مشروعا يعود إلى عهد القائد الشهيد معمر القذافي لبناء نحو 2.000 وحدة سكنية بالقرب من درنة، والفكرة هي استضافة ما يصل إلى 10 شخص هناك بحلول نهاية العام، وبعد ذلك، بمجرد الانتهاء من العمل، عليهم بناء ألف وحدة سكنية أخرى في مكان آخر.

وبحسب التقرير، رافق وفد الشركات الفرنسية مصطفى مهراج، السفير الفرنسي في ليبيا، والذي التقى في الرابع من مايو حفتر في المرج، وجرى خلال اللقاء مناقشة آخر تطورات العملية السياسية في ليبيا وموضوع الانتخابات.

ودعا حفتر خلال اللقاء إلى فتح آفاق جديدة لتعزيز العلاقات مع باريس، كما أعرب السفير مهراج عن استعداد فرنسا لتعميق العلاقات بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، مع ضرورة بذل كل الجهود لدفع العملية السياسية تمهيدا للانتخابات، بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وشدد الاجتماع على أهمية التعاون من أجل “تعزيز الأمن الساحلي” والتصدي للتحديات الإقليمية التي تهدد استقرار ليبيا، نظرًا لساحلها الطويل على البحر المتوسط وقربها من المناطق المضطربة في منطقة الساحل.

وفي وقت سابق، أفادت وكالة نوفا الإيطالية بأن اجتماعا فنيا عقد في باريس منذ أيام، حضره ممثلون عن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا، ركز على تشكيل قوة عسكرية مشتركة في ليبيا، بناءً على طلب واشنطن.

ونقلت الوكالة عن مصدر ليبي قوله، إن الاجتماع كان يهدف إلى التحقق ودراسة المشاريع المشتركة لصالح “القوة العسكرية المشتركة”، أي قوة مسلحة ليبية موحدة تعمل عليها اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 منذ فترة.

ووفقا للوكالة، أوضح المصدر، أن اجتماعاً كان استكشافياً للغاية، على المستوى الفني، ولم تطرأ حتى الآن أي تطورات مهمة، نافياً أن يكون رداً على مناورات موسكو في ليبيا.

Shares: