أفاد موقع “ميدوزا” الروسي المستقل والمحظور من قبل السلطات، بأن تعاون الكرملين مع عائلة المواطن الأمريكي خليفة حفتر يحقق أهدافه بأقل التكاليف ويكافئ موسكو ماديًا وماليًا.

وأشار الموقع، في تقرير له، إلى التحقيق المشترك الذي أجرته البوابة المستقلة “فيرستكا” ومشروع “كل العيون على فاغنر”، وأوضح أن الكرملين أرسل المزيد من المعدات العسكرية إلى ليبيا في الأشهر الثلاثة الماضية.

وكشف التحقيق عن نقل وحدات من الجيش النظامي متنكرة في زي المرتزقة، إلى جانب مجندين من العمليات الأفريقية لمجموعة فاغنر المرتزقة، حيث تتركز القوات بشكل رئيسي في شرق ليبيا.

ووفقا للتحقيق، فإن ما لا يقل عن 1800 جندي روسي وصلوا إلى البلاد في الأسبوعين الماضيين فقط، وتم إرسال بعضهم إلى النيجر، بينما بقي آخرون في ليبيا في انتظار أوامر أخرى.

وبيّن التحقيق، أن الجنود اعترافوا في مقابلات مع الصحفيين بأن وجودهم في ليبيا غير رسمي، وقالوا إنهم كانوا هناك كجزء من شركة عسكرية خاصة، رغم أنهم لم يحددوا أي شركة.

وتابع أيضا أنه تم رصد أفراد ومعدات عسكرية روسية في 10 مواقع على الأقل في شرق ليبيا منذ أوائل مارس، حيث تنتشر القوات الروسية حول قواعد عسكرية رئيسية مثل قاعدتي الجفرة والقرضابية الجويتين، وكذلك بالقرب من قواعد أصغر بالقرب من ودان والمرج.

وأردف التحقيق بأن بعض القوات الروسية القادمة تشارك في تدريب الجنود المحليين والمجندين الجدد من الشركات العسكرية الخاصة، ويقوم آخرون بمهام قتالية.

وتُظهر بيانات الموقع لمستخدمي “تليجرام” نشاطًا روسيًا متزايدًا حول المنشآت العسكرية في ليبيا؛ ففي 5 مارس، ظهر جندي روسي يحمل اسم المستخدم “أندريه” بالقرب من قاعدة القرضابية الجوية بالقرب من سرت، وقبلها ببضعة أشهر، كان في مدينة مولين الروسية.

وبحسب تحقيق “فيرستكا” وشركاؤها، بعد فترة وجيزة، شوهدت مجموعة أخرى من الجنود الروس في مدينة المرج الليبية، نُشرت صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي الليبية في 17 مارس، وتم تحديد الموقع الجغرافي لهذه الصور من خلال مقارنة المباني والهياكل مع صور الأقمار الصناعية.

واسترسل التحقيق بأنه في الأسابيع الأخيرة، حدثت زيادة كبيرة في توريد الأسلحة والمركبات الروسية من سوريا إلى ليبيا، حيث تُظهر الصور التي نشرتها قناة Military Informant الروسية المؤيدة للحرب في 30 مارس على تليجرام، استخدام عدة ناقلات جند مدرعة روسية من طراز Tiger في تدريبات قوات حفتر.

ونشرت القناة فيديو للتمرين، وبعد مقارنة التضاريس والمباني والمعالم الظاهرة في الفيديو مع صور الأقمار الصناعية، توصلت فيرستكا وشركاؤها في التحقيق إلى أن اللقطات تم تصويرها بين قاعدة الجفرة الجوية ومدينة ودان.

ووفقا للتحقيق، في عام 2023، عقد المسؤولون الروس وحفتر أول مفاوضات علنية منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، مبينا أن الوجود المتزايد في ليبيا يتماشى مع العديد من المصالح الإقليمية الاستراتيجية لروسيا.

وأكد التحقيق، أن ليبيا توفر منفذا قيما للغاية إلى البحر المتوسط، وتعمل كجناح جنوبي للضغط على حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وتعزز الحوار مع الدول العربية الرئيسية الأخرى.

ورأى التحقيق أن النشاط العسكري المتزايد في المنطقة قد يكون مرتبطًا أيضًا بزيادة الضغط على ليبيا لإجراء الانتخابات، فرغم بذل عدة محاولات لإجراء الانتخابات، إلا أن الخطط غالبًا ما تم تأجيلها أو توقفها بسبب تصاعد الصراع العسكري.

وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

Shares: